طوبى للعاشقين

سمير حماد.| سوريا

طوبى للعاشقين، طوبى لك أيتها الشقائق، وأنت توشّين الأرض في بلاد الشام، موطن قصة الحب الخالدة التي قامت بين إلهة الجمال الإغريقية (فينوس) وبين أدونيس فتى الشام الوسيم حيث هامت فينوس به حباً، وهام هو بها أيضاً حتى تحولت قصة حبهما إلى أسطورة خالدة، وعيد للعاشقين.
لقد سبب هذا الحب الملتهب حرجاً كبيراً وغضباً شديداً لكبير آلهة الأولمب (زيوس) فقرر أن ينتقم من المعشوق الشامي عقابا لربة الجمال (فينوس) التي أحبّته على الرغم من أنه ليس من نسل الآلهة.
ظهر زيوس أمام أدونيس الراعي على شكل خنزير بري بنابين كبيرين، ثم هاجمه مع قطيعه من الأغنام على ضفة النهر، وقتله ومزّق جسده، فسال دمه على الأرض ورواها.
اختلط دم أدونيس شهيد الحب بالتراب، و بماء النهر، ومنذ ذلك الوقت والشقائق تملأ أرض الشام في الربيع، وتحمر مياه أنهارها حزنا على شهيد الحب أدونيس نهاية كل شتاء.
لقد امتزج الحب بالموت، والتراب بدم العاشقين، وأنجب هذا التمازج أزهار الشقائق؛ كي تتزين بها صبايا الشام، وترمي كل عاشقة وردة في النهر على اسم من تحب.
مازال العالم إلى أيامنا يعاني من الخنازير التي تفتك بقلوب المحبين وأجسادهم، مازلنا نعاني وحشية خنازير الحروب وهم يطعنون عشاق الوطن، فتحمر الأرض والأنهار بدمائهم خجلا من وحشية البشر الذين يقتلون باسم الله والله منهم براء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى