انحناءة معطرة بالورد لمن أحببناهم
ناهد بدران | لندن
(اللوحة للفنان المبدع السوري Bahjat Dahoud)
يا أطيافاً زمرديّة
تزورُ رقعةَ السّوادِ بأبيضِ المنى
تغسلُ أصابعَ اللّيلِ برذاذِ النّدى
بهمسِ الوردِ و قصصٍ كتبها الشّذى
موسومةٌ برحيقِ المحبة
مرصوفةٌ على خلجانِ الرّوح
فسيفساءُ القلبِ الغارقِ بتأملاته
على رصيفِ الشّمسِ
يقطفُ نبذةً من شعورها
في سلالِ الشّهب ..
ورداً من ممالكِ النّور
تتفتّحُ عيونهُ تحت ظلالِ القمر
مسقيّ من طيباتِ الكوثر ..
هلّا صافحتَ الوردَ بكفّ الرّؤى؟؟
ستداعبُ أنفاسَكَ نهنهةُ الشّوق
تحتً أوزانِ قصيدته ..
تشاكسُ الموجَ المقفّى على
امتدادِ البحور
تلبسكَ تويجاتهُ قشيبَ المرمر
أبيضَ الشّغافِ .. عقيقيّ اللّمى
لؤلؤيّ البوح
نسغهُ يغذّي شرايينَ الإنسانية
فاحتكموا إلى الوردِ إن عربدَ الشّوك ..
إن تشقّقتِ التّربُ و لفظتْ جذورها
أخيطوها بوردة
ما أحوجَنا .. لكفٍّ رهيفةٍ
تلملمُ بعثرةَ أعراقنا في بوتقة
تمزجُ ألوانَ وجوهنا
لتعودَ بيضاءَ كما كانت
خلفَ غطرسةِ موشور .
الحبّ هو الله ..
هو العبادةُ الأسمى
كما الصّلاةُ تغسلُ حيطانَ الحقد
بودقِ السّلام
لتنمو تباشيرُ النّورِ في رئةِ اللّيل
و تطغى أبجديّةُ العطرِ
و قبلاتُ الوردِ تمهرُ خدّ الزّمان …
و تسري في خدرِ النّفوس .