عشق
مصطفى حسن أبو الرز | فلسطين
للقيا الشامِ بي لهفٌ وشوقُ
وفي نبض ِالفؤادِ يُلحُّ عشقُ
//
بفاتنتي دمشقَ بهِ هيامٌ
ونبضُ الحُبِّ تسمعهُ دمشقُ
//
وتعلمُ أنّني صبٌ مُعنّى
وأن محبَّتي حقٌ وصدقُ
//
يفوحُ الياسمينُ إذا التقينا
ويسكنُني لذاكَ الفوحِ شوقُ
//
وتأسرُني محبتُها ومالي
من الأسرِ الذي أرضاه ُعِتقُ
//
هي الأمُّ الرؤومُ وهل كريمٌ
لمرضعةِ المحبةِ قد يَعُقّ
//
فكم مُلئت أياديها حناناً
ليمسحَ بؤسَنا حدْب ٌورفقُ
//
وكم ظمىءَ السُّراةُ بلفحِ قيظٍ
فأسقاهم من (الخضراءِ)غَدْقُ
//
وكم للغوطتتين من العطايا
وسيفُ القحطِ قاسٍ لايرِقُّ
//
وكم شعَّت (لِجُلّق)++من ضياءٍ
بها عِلمٌ وإيمانٌ وحقُّ
//
و(قاسيونُ) الذي يسموشموخًا
وفي عينيهِِ إصرارٌ وتَوْقُ
//
ليُعلنَ واثقًا سرًا وجهرًا
لنا واللهِ مجدٌ مستحقُ
//
لأجلك ِ يا دمشق ُبنا جراحٌ
يُقرّحُها علي الأيام عُمقُ
//
فهل في (الفيجةِ) المعطاءِ ماءٌ
وهل في النهر جرْيان ودَفْقُ
//
وهل جفّت حدائقُها وأودى
بخُضرتِها وآذى الدَّوحَ حَرقُ
//
فلا ورقاءَ تصدحُ في غصونٍ
ولا يحنو على الأطيار ِأُفقُِ
//
سجيناً ظلَّ بلبُلُها حزينًا
وإن الصخرَ من ألَمٍ يرقُّ
//
لأن دمشقَ مُذْ كانت فسحرٌ
ووجهٌ مشرقُ البسماتِ طَلْقُ
//
وان دمشقَ مُذ خُلقت ففكرٌ
وأسفارٌ بها ورَقٌ وَوِرقُ
//
وإن دمشقَ مُذ خُلقت دواءٌ
وبلسمُ إنْ دها خَرْقٌ وفتقُ
//
وان دمشقَ مُذ خُلقت غذاءٌ
بها للمعدمين يُنال رزق
//
وان دمشقَ مُذ خُلقت عقولٌ
وعندَ الناس تقصيرٌ وحُمقُ
//
وكم جَمعت دمشقُ شتاتَ قومٍ
اذا اتّسعَ الشقاقُ وشاعَ خرقُ
//
تُعجّلُ بالدواءِ ومن يديها
يكونُ لفُرقةِ الإخوانِ رتقُ
//
فمَن ردّ الجميلَ لها وفاءً
ا ومن أسدى لها ما تَستحِقُّ؟
//
سلامٌ في ربوعكِ يا دمشقُ
ليحيا هانئاً غربٌ وشرقُ
//
فلن تلقى الدُّنا أبدًا سلامًا
وفي الفيحاءِ تدميرٌ وحرقُ
//
بها الأحرارُ قد عاشوا كرامًا
إدا ما سادَ إذلالٌ ورِقُّ
//
ولو سرقَ الظلامُ بهاءَ يومٍ
فللفجرِ القريبِ يد ٌتَدُقُ
//
وفي الأمويِّ مئذنةٌ تنادي
وأجراسُ الكنائس إذْتُدَقُّ
//
لنرجعَ أخوةً نحيا جميعاً
فما بينَ الأحبةِ ثَمَّ فرقُ
//
وما للطائفيةٍ من نصيرٍِ
و ليس يحولُ دونَ الودّ عِرقُ
//
ويغربُ عن سماءِ الشامِ ليلٌ
ويُكسرُ عن رقابِ الحرِّ طوقُ
//
أجيءُ إليك يحملُني هيامي
ولي بودادِ من أهواهُ سَبْقُ
//
وتحضُنني وأحضُنُها ونبكي
ويعجز عن معاني الحبِّ نُطقُ
//
وينبضُ في جوانحنا نشيدٌ
(سلامٌ من صبا بردى أرقُّ)
//
فأنتِ قهرتِ ما رَمَتِ الليالي
غُبارك لا يُنالُ ولايُشقُّ
//
وقد كفكفتِ أدمعنا جميعًا
ودمعُكِ في المحاجرِ يا دمشقُ