ظننتك صديقي وكان بك الأمل
مصطفى محمد أمارة | مصر
ظننتك صديقي وكان بك الأمل
وابتعدت عني وما الذي حصل
///
ما كنت جئتك بحوار ولا جدل
ولكنك ظلمت واحبطت العمل
///
كنت اعتبرتك أخي وحبيبي
ما دمتُ ودمتَ صديقي إلى الأزل
///
أنت الذي نأيت وعني جنحت
فأين السلام والتقرب وأين القبل
///
أوكنت تغشني بصداقتك رياءا
وكنت لك السند وكنت الجبل
///
صادقتك وصدقتك من كل قلبي
وكنت على قلبي الاحلى من العسل
///
فالصداقة من الصدق يا صديقي
مباركة بالصدق والايمان والحب الجلل
///
واي عذر التمسه لك صديقي النائي
فما الذي حدث وجرى وما الخلل
///
جعلتني اتحدث الى نفسي متسائل
ماذا ولماذا وكيف تعود اليَّ وهل
///
تساؤلاتٍ عقيمةُ لا عزة ولا كرامة بها
وبها المذلة والرضوخ وفيها الخذل
///
فما ضرك مني وكنت لك المخلص الوفي
فحفرت الحفر لتوقعني بالفعل المفتعل
///
صديق الضيق كنت لي وما علمتك
فكشفت عن نفسك وما بك من علل
///
فمن صادق شارك وشاركتك حبي
وكان اختيارك والملامة على من جهل
///
ظننتك صديقي وكنت تجهلني
وان ما احب القلب القلب باء بالفشل
///
كنت صديقي وكان الصدق مني
وكننتك باجواء قلبي حبيبا وبالمقل
///
لدغتني كأفعي باردة ادفأتها وداريتها
وعندما اطمأنت تحرك سمها وقد فعل
///
كنتَ الثعلب الماكر وخنت قربي
وكنت الوديع بنيتي بوداعة الحمل
///
احسنت اليك واسأت إلي فاغرب
ايا اسود الوجه والقلب والعبء والثقل
///
ما كان صديق الصدق ليترك صديقه
فمهما جرى ومهما حصل ما عنه رحل
///
وصديق السوء ذا اللؤم لا يضرنه
ما اذا الصديق عنه ابتعد وارتحل
///
مقنع بقناع الحسن واللؤم جبلته
وتوارى خلف السديل وبالكرم انتحل
///
فجمحت اصايل الفروسية وصهلت
وما بقي منها أصيلا إلا وقد صهل
///
عجبا لدنيا ما ادرك الورى فيها كنهها
فلو عاشوا امد الدهر بقوا كما النصل
///
جاهلية هم بعصر قد تقدم الزمان بهم
فهم كما هم من بعد الهدى والنور والظلل
///
جاءهم الحق من بعد الباطل والله وحدوا
فعبدوه ثم ارتدوا عنه للات والعزى وهبل
///
فخير ارض ما وجد فيها صديقا صادقا
وشرها ما إذا خان الصديق فتولى ولاأفل
///
ظننتك الصديق العسل وفيك الأمل
وكنت الحريق البدل والضيق اللا يحتمل
///
فالايام أمامنا وانها لاتية بالمقتبل
وستتداول علينا عاجلا أم آجلا دولا دول
وتبدل الأمل والجلل بالخذل والعلل
وشتان ما بين العسل والبصل.