فيزياء الحضورِ والغياب

ثناء حاج صالح | ألمانيا

.

ذَرَفتُ دُمَيْعةً فوق الخُـدُودِ

فقالَ المُستَحِبُّ بُكايَ: زِيدِي

.

لهُ طَبعٌ من الألماسِ أقسى

ومن مَشحوذِ فُولاذِ الحَديدِ

||

ويُعجِبُهُ التَّصَلُبُ في صُخورٍ

ومُحتَرِفُ التُّجمُّدِّ في الجَليـدِ

||

ولي طَبعُ التَّكثُّفِ في بُخارٍ

ويَدفَعُني التَّبخُـرُ للصُّعودِ

||

فإن يَكُ فِكرةً فالشَّكُّ فيها

يُساوِرُ منطِقَ العَقلِ العَنيدِ

||

وإن يكُ مَوْسِماً فَلِكلِّ حَقـلٍ

مَواسِمُ خُضْرةٍ قَبلَ الحَصِيدِ

||

يَفوقُ الوَصفَ بِالإيلامِ غَيْبٌ

تَجَسَّدَ عَـبرَ أوهامِ الوُجودِ

||

ومن أعطى لِمَقصَلةٍ وُعوداً

ولم يَشَأِ التَّنَصُّـلَ مِن وُعُودِ

||

ومَنْ تَشكو له الدُّنيا بُرودا

فَيقتَرفُ التَّشـبُّهَ بالوَقـودِ

||

هِيَ الأجواءَ يَنقُصُها اعتدالٌ

تُزيحُ البردَ بِالحَرِّ الشَّديـدِ

||

وبعدَ جَفافِها تَهمي سُيولٌ

وتَرفَعُ نِسْبَةَ الحُزنِ السَّعيدِ

||

وليس بِآمِنٍ من كانَ نَهْـراً

وفاقَ بِغَمْرِهِ حَجمَ السُّدودِ

||

يَتوهُّ النَّهرُ عن مَجراه إلاَّ

إذا أصْغى لِتَوجِيهي الرَّشِيدِ

.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى