أنا الحرة الورقاء
عبد العزيز بشارات |فلسطين
أرى من قوافي الشعر ما هو مؤنسي
دليلي إذا ما احتار في الجمعِ مجلسي
\\\\
وفي وصف من أهوى جلستُ محاذراً
ومن بركات الوصف ما زلتُ أحتسي
\\\\
أخطّ بيانا والبديعُ يروقُ لي
ولم أنس يوماً درّة الكونِ مقدسي
\\\\
وحبٌّ تناهى في الخيال كواقعٍ
أراه إذا ما غرّد الطير نورسي
\\\\
ويرسو هواها في بحاري ولُجّتي
وما كان حُبي فيه طبعُ التّجسس
\\\\
تداعبُ مشطاً نالَ حظّاً بِشَعرِها
بأعوادِ ريحانٍ وأشعاعِ سندُس
\\\\
لها نورُ بدرٍ والثريّا تخالُها
ومن حُلة الإيمان والطّهر تكتسي
\\\\
وتخطِفُ أنظارَ الرّبيعِ عيونُها
كأن جمال التّبر في قلبِ نرجس
\\\\
وتختار لحناً حين تخلو سعيدةً
بيومٍ جميل منعشِ الجوِّ مُشمِس
\\\\
تميلُ مع الألحان شوقاً ونشوةً
تُردِّد أنغاماً ولم تتوجّس
\\\\
فديتكِ عُمري والحياةُ لكِ الفدا
وكيف سأسلوها وذا القلب ما نسي
\\\\
فبِتُّ أسيراً في هواها مقيّداً
وليسَ غريباً حين أحببتُ محبسي
\\\\
وقالت كريمٌ جاءَني دون موعدٍ
أيَرقُبُ شدوي أم تُرى هُوَ مؤنسي
\\\\
فقلتُ سلامَ الله منّي تحيةً
لقد راق لي لحنُ النشيد ولم أُسي
\\\\
سأرحلُ إن أبديتِ منّي توجّساً
وأخفى غراماً حلّ دون توجّس
\\\\
فقالت رعاك الله ما ذاك مقصدي
تركتَ فؤاداً نابضاً لم يُوسوَس
\\\\
طَرِبتُ على أنغام عودي وحيدةً
ولمّا رأيت البدرَ زاد تنفّسي
\\\\
وفائي وعَهدي عن إبائي ورثتُه
وعِزي وديني وافتخاري بمجلسي
\\\\
وأنت أبي إن شِئت أو قلتُ سيّدي
وأنتَ أخي في الله بل قُل مُدرّسي
\\\\
أنا الحُرّة الورقاءُ في رونقِ الضّحى
إذا مسّني ضُرٌّ من البأسِ ألبس
\\\\
ومِني صفاتُ الأسدٍ تنبُع حينها
وليسَ بعيبٍ إن صفعتُ مُدَلّسي
\\\\
فأسدلتُ ستراً فوق جرحٍ مضمّدٍ
بَقيّةُ كأسٍ من سرابٍ منكّس
\\\\
وجَيبي من الأحلام خابَ رجاؤه
كزادٍ بلا ماءٍ مع الوَهن مُفلس.
\\\\
أفقتُ وقرصُ الشمس يختالُ ضاحكاً
وغادرتُ حُلما كان في النوم مُتعسي