نِـداءُ الْـحَيــاة.. أنفاس الشعر.. (على بحر الوارف)
عبد الصمد الصغير | تطوان – المغرب
(هذه القصيدة موزونة على بحر جديد أسميته (الواراف) و تفعيلاته: مُفاعَلَ(لْ)تُنْ فَعولُ(نْ) مُفاعَلَ(لْ)تُنْ فَعولُنْ)
وَ ما بِكَ صِـرْتَ تَـرْمي بِأَصْلِـكَ إِذْ أَجـارَكْ
وَ جَهْلُكَ صـاتَ عِنْـدي وَ حِقْدُكَ أَجَّ نـارَكْ
///
فَهَلْ جَنَحَتْ رِكابي وَ نَحْنُ نَخُوضُ عُمْـراً
وَ رَكْـبُـكَ فَــرَّ مِـنِّـي وَ دَرْبـي ســاقَ دارَكْ
///
أَنـا لَـكَ بَــدْءُ شِــعْـرٍ أَراكَ تَـصـيـدُ وَهْـمـاً
إِذا أَمَـلي رَأى الْهَـجْرَ حَجَّكَ وَ اسْـتَجـارَكْ
///
أَيـا مُـتَغـافِـلاً جـاحِـداً رَغِـبَ افْـتِضـاحـاً
خِصـالُـكَ مِـنْ قِـنـاعٍ غَـواكَ وَ مـا أَجـارَكْ
///
أَتُـعْـجِـبُـكَ الـدّواهـي تُـقـيــمُ لَـنـا عَــزاءً
لَتَخْطِفَ مِنْ أَصيـلِ الْحَـرْفِ هَـوىً أَثـارَكْ
///
وَ أَنْتَ خَرَجْتْ مِنْ صَوْتِنا بِهِ عُرِفْتَ شِعْراً
فَـقـادَكَ نَـحْـوَ دارٍ … أَراكَ بِـهـا تُُـبــارَكْ
///
سَـأُنْـذِرُكَ ارْتِـجــاعـاً إِلـى زَمَــنٍ تَــوارى
وَ أَبْـغَضُـكَ انْـحِـلالاً وَ مَـنْ نَـزَعَـتْ زُرارَكْ
///
أَوَهْـمـاً قَـدْ تَـوَلَّـيْـتَ أَمْ حَـسَـداً فَـيَـغْـلـي
أَحُـبَّ أَخـيـكَ تَـرْمي وَ مِنْهُ أَخَذْتَ شـارَكْ
///
هَـوى بِـكَ كُــلُّ شَيْءٍ وَ أَنْـتَ تَزيدُ نَـفْخـاً
وَ لا رَجُـلٌ رَأى الْـقــاعَ … فَـاسْـتَـجــارَكْ
///
أَيـا سُـبُـلَ الْحَـيـاةِ الَّـتي أَغْــرَتْ نُـفـوسـاً
مَدى النّبَضاتِ عُمْـراً مَـضى يَنْـوي مَـزارَكْ
///
كَـفـاني عـاشِـقـاً زاهِـداً في شَـأْنِ غَـيْـري
فَـعِنْـدي الْـمُـلْـهِمـاتُ وَ عِـنْـدي مـا يُبَـارَكْ
///
أَرانـي شـاعِـراً … قـادِمــاً مِـنْ إِذْنِ رَبِّـي
تَـرانـي الْـرّائِـيّـاتُ كَـمـا وَحْـيـاً تَــدارَكْ
///
أَرَدْتُ قُـلـوبَـكُـمْ تَـشْـتَـهـيـني دونَ كَـيْـدٍ
وَ دونَ تَـنـافُـقٍ فيـهِ شَـعْـبٌ قَـدْ تَـشـارَكْ
///
رَعَـيْـتُ جِـنـانَـكُـمْ عَـلَّـني أَجْـني ثِـمــاراً
وَجَدْتُ الثَّمْـرَ يَبْـكي خَـرابَكَ وَ اجْتِـذارَكْ
///
تَـبِعْـتُ كَــلامَــنـا رُبَّــمـا يُـخْـفـي مَـعـانٍ
بَـلَغْـتُ الشَّـيْـخَ مِـنِّي أَرى مِنْـهُ اصْفِـرارَكْ
///
رَأَيْتُ الْمَسيرَ خَـلْفي وَ كَمْ يَـبْـدو قَـديمـاً
وَ سَـعْـيِي في أَمـامٍ وَ حُـلْـمٍ قَـدْ تَـشـارَكْ
///
أَراهُ … وَ مـا دَنـا أَوْ بَـدا فـي أَيِّ فَــجْـرٍ
وَ فـي لَـيْـلي انْـتِظـارٌ لِـصُبْـحٍ مـا أَنـارَكْ
///
ظَـنَـنْـتُ الْـقَـلْـبَ عِـنْـدَكَ مِـثْـلي فَـسيحـاً
كَـرَوْضٍ فيـهِ أُلْـفي بَهـاءَكَ وَ اخْـضِـرارَكْ
///
رَأَيْتُـكَ قَدْ بَـلَـغْتَ الْأَذى عَـرْضـاً وَ طـولاً
فَيَغْدو الْعَرْضُ طولاً وَ يَبْـدُو الْعِـهْنُ دارَكْ
///
كَفـاني إِذْ حَـمَـلْـتُ الْهَـوى شَـعْـباً بِـقَـلْـبِي
كَفـاني ثـابِتـاً في الْهَـوى يَـأْبى انْـدِحارَكْ
///
فَـغَـنِّ كَـما يَشـاءُ الْـهَـوى وَ اهْـتِفْ لِـحُبٍّ
وَ عـانِـقْ صـاحِبـاً نـافِـعـاً رَدَّ اعْـتِـبــارَكْ
///
وَ صـالِـحْ أَنْـفُسـاً بَعْـضَها وَ اذْكْـرْ رِفـاقـاً
لِـدَرْبٍ ، وَ احْـتَضِـنْ والِـداً كـانَ انْتِظـارَكْ
///
لِـيـوقِـفَـكَ اتِّــبـاعـاً وَ يَـمــلَأَكَ اعْـتِــزازاّ
وَ يوقِـظَ فيكَ مـاءً وَ طينـاً وَ اخْضِـرارَكْ
///
أَتَـرْسُمُ لَـوْحَةً ؟!.. أَمْ تُراكَ الرَّسْمَ يُخْفي؟
وَصِـيَّـةَ مُـلْـهِـمٍ … كَـوْنُـها عِـنْـدي أَثـارَكْ
///
وَ تُـعْـلِـنُ ثَـوْرَةً في الـصَّـبـاحِ بِكُـلِّ عَـزْمٍ
وَ تَـشْـرَبُ في اللَّيـالي نَبيـذاً فَـاسْتَثـارَكْ
///
لِـكَيْ تُـرْضي لَهـوفاً وَ نَـفْساً فيكَ تَشْـقى
وَ تَـصْـنَـعَ مِـنْ خَـيـالٍ عَـدُوّاً قَـدْ أَجـارَكْ
///
تَـقـولُ لَنـا كَـلامـاً فَـتُـبْـقـينـا انْـتِـظــاراً
لِمـا تَـعْـني وَ عِـنْـدَ الْحِـجـا نَلْـقى غُبـارَكْ
///
أَيـا أَمَــلاً قَـريــبـاً إِلَـيَّ … وَ مـا تَــأَتَّـى
وَ لا أََبْـقـى نَـصيبـاً … وَ لا رَدَّ اعْـتِـبـارَكْ
///
فُـؤادي … بَـيْـتُ عِـزٍّ ، وَ حِـفْــظُ عَـهْـدٍ
وَ لَـنْ يَـرْضى فُتـاتَ الْهَـوى مَهْـما أَثـارَكْ
سلم البنان والجنا
وَ ما بِكَ صِـرْتَ تَـرْمي بِأَصْلِـكَ إِذْ أَجـارَكْ
وَ جَهْلُكَ صـاتَ عِنْـدي وَ حِقْدُكَ أَجَّ نـارَكْ
منهج الخليل أوسع من صوره.
وما بك صر = مفاعلتن
ومادامت مفاعلتن فنحن في الوافر لا غير
تتر مي = فعولن = مفاعلْ = مفاعلتن المعصوبة التي أصابتها علة القطف.
ولا تدخل العلة الحشو أبدا
والتص بكامله مجزوء الوافر مقطوف العروض والضرب
وَ ما بِكَ صِـرْتَ تَـرْمي …….بِأَصْلِـكَ إِذْ أَجـارَكْ
وَ جَهْلُكَ صـاتَ عِنْـدي ………وَ حِقْدُكَ أَجَّ نـارَكْ
شطران لا يصح جمعهما في شطر واحد معلول الحشو
هل جاء مثل ذلك في الشعر العربي ؟
يقول أستاذي د. عمر خلوف
https://al-maktaba.org/book/31862/15319
4 – مفاعلَتن فعولن=مفاعلَتن فعولن
ذكره الجوهري وابن القطاع وغيرهما، لكنهم جعلوه مرة من المجتث، وأخرى من المضارع، وثالثة مربع الوافر. وله عندهم عدة شواهد، منها قوله:
أشاقَكَ طيفُ (مامَهْ) =بمكّةَ أم حمامهْ
وقد وجدتُ عليه موشحةً لابن شرف القيرواني يقول فيها:
ألا بأبي شرابُ=تطوفُ بهِ كؤوسُ
ثَناياهُ الحبابُ=لَماهُ الخَندريسُ
وقد عبَثَ الشبابُ=بأعطافٍ تميسُ
وللشاعر مروان العتوم
https://www.fonxe.net/vb/showthread.php?t=40604
كأنّ اليوم كالأمسِ
مليئاً من شقا النفسِ
تراقصهُ مزاميرٌ
وأنفاسٌ كما اليأسِ
تدثّرهُ عباءاتٌ
تجرّ النحسَ للنحسِ
فلا تسألْ ولا تبحثْ
حصدتُ الوجدَ يا غرسي
لَلَيل العمرِ ينبئنا
وهذا الزهرُ في الرأسِ
إذا الأفراحِ ما انتحرتْ
على الأمواج والمسِّ
أُعطّرها ظما همسٍ
أكفّنها جفا الأمسِ
الذائقة العربية بناء هندسي رياضي كامل لن يكون فيه بحر جديد أو تفعيلة جديدة في إطار الذائقة العربية كما وصفها الخليل.
http://nprosody.blogspot.com/2017/11/alkhalils-paradigm.html