الدكتور هيثم الحاج علي .. قنبلة المعرفة نقطة…….. ومن أول السطر
فرحات جنيدي | كاتب مصري
قالوا إنه سيكون من أهم القيادات الثقافية المصرية التي سترسم ملامح مصر الثقافية الجديدة ما بعد الثورة ورحل الوزير الذى جاء به وجاء غيره وغيره وظل هو في مكانه فصورته في كل المجلات والصحف والفيس بوك وتويتر تغطى علي ما يحدث داخل الهيئة فالكل يكتب شكرا د هيثم الحاج علي، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب ورئيس معرض القاهرة الدولي للكتاب والرجل مشغول بالاصدقاء والأحباب والزملاء وغير متفرغ لما يحدث داخل الهيئة.
ومن هنا عزيزي المبدع أقولها لك وبكل صراحة لاتحزن عندما لايتم الرد على مواضيعك لأنك أخطات منذ البداية ألا تعلم أن القيادات وكل الموظفين فى وزارة الثقافة المصرية يحبون الألقاب جداً ولا يستطيعون أبداً الاستغناء عن تداولها ومناداة بعضهم البعض بأسمائهم المجردة مثل بقية موظفى العالم، فقد اخترعوا ألقاباً جديدة تسمعها منهم في كل مكان، في الشارع وأماكن العمل والمؤتمرات والندوات ولذلك عزيزى الشاب المبدع قبل أن تختار كتابك الذى ستتقدم به إلى سلاسل النشر المختلفة عليك أن تقوم بتحفيز السيد الموظف ومنحه شعوراً طيباً تجاه عمله والخطوة الأولى هى الخطاب أو الطلب المقدم منك وينبغي أن يحتوى طلب التقديم على العناصر التالية: خطوط افتتاحية . الرجاء لا تستخدم عبارات مستهلكة مثل عزيزى مدير أو عزيزى رئيس وتدخل فى الموضوع على طول هذا خطأ كبير، ولا يغفر لك ولكن الأفضل أن تكون رجلا عصرياً وتملأ الطلب بالعبارات الفخمة الرائعة يعنى بالكلام الجميل وكلما كانت عبارات المقدمة طويلة وجميلة كلما كانت فرصتك أفضل وإليك مِثَالُ: عناية السيد المحترم حضرة صاحب السمو وصاحب الدولة وصاحب المعالي وصاحب السعادة وصاحب العزة…إلخ
أنا بقالى 30 سنة وحتى الآن لم آخذ دوري فى النشر.. يا رجل حرام عليك دانت فاضلك يومين فى الدنيا اترك مساحة للشباب تاخذ دورها ولا ده مش حقهم علينا. السيد الدكتور: لقد كانت وزارة الثقافة المصرية من أهم دور النشر العربية ولا زال الكُتاب العرب الذين نلتقيهم يشيدون بإصدارات الوزارة ويسألون عنها، وباختصار شديد لمن لا يعرف وضع الوزارة نقول له لقد أصبحت وزارة الثقافة أشبه بجزيرة مستقلة عن محيطها هذا بجانب تدفق جيش المنتفعين الذي احتل جزيرة الوزارة.
إن الشباب في تلك المرحلة المظلمة يعاني من قلة التوجيه الثقافي وقلة الدعم الأدبي، فالشاب المصرى اليوم لا يجد من يدعم إبداعه وينشر نِتاجه الثقافي والفكري إضافة إلى أن دور النشر والطباعة تفرض على الكاتب مبالغ طائلة لطباعة ونشر إنتاجه الأدبي وهذا ما يدفع الشباب الذين لا يملكون جهة داعمة إلى النشر بالمجان على الفيس بوك، وعلى الفيس بوك لا يجد الشباب غير الأصدقاء غير المؤهلين لتقييم العمل الإبداعى فيكتفي المبدع الشاب بلايك أو كلمة مجاملة من الأصدقاء
كل عاقل يعلم أن الثقافة قادرة علي دعم الشباب وتقديم أفكار وعقول قادرة على تعرية فكر الإرهاب لأن هذه العقول الشابة المتجددة تحمل في مضمونها فلسفة عميقة واتساع أفق مما يجعل المثقف الشاب أكثر إدراكاً لما يحمله هذا الفكر من سلبيات ستنعكس على وطنه وعلى نفسه مستقبلاً.
فأي بلد يهتم بالثقافة والشباب سنجد أفراده يهتمون بقضايا أشمل وأعمق بعيدًا عن الفكر التطرفي الذي يعود بالمجتمع إلى الوراء ويبعده عن المشاكل الحقيقية التي يعاني منها اليوم في حياته اليومية وللثقافة الدور الفعال والكبير في تغيير الأفكار وتثقيف المواطنين وتوعيتهم، فمن خلال الأنشطة والندوات الثقافية وتنشيط الأعمال المسرحية والإبداعية يمكن إظهار الأضرار التي تترتب على التطرف والإرهاب وكشف أفكار من يتبنى هذا الفكر التكفيري والأخطار المترتبة نتيجة هذه الأفكار فعندما تحدث أية أعمال إرهابية من تفجير أو تخريب فإن المتضرر الأكبر هم عموم المواطنين الذين يحرمون من الأمن والاستقرار ومن العيش الكريم ويُحرمون أيضاً من الخدمات نتيجة مثل هذه الأفعال , ولهذا فلابد للمثقف أن يعي دوره في توعية المجتمع وتنقية أفكاره من كل فكر متطرف ونشر قيم التسامح والتعايش وقبول الآخر
وفى النهاية لا أملك غير أن أقول للحكومة وللجميع إنه حان الوقت الذى يجب أن يعترف فيه الجميع بأن الشباب هم مقياس تقدم الأمم وتأخرها ومعيار رقيها وانحطاطها ، والواقع اليوم مع الأسف يشهد قلة اهتمام من الحكومات والمؤسسات بأعظم ثروة عندها وهي الشباب، فالنتاج اليوم وكل يوم نجد أنه عبارة عن أعمال فردية مرتجلة لا يسبقها تخطيط واضح وعمل مترجم ورؤية مستقبلية ناضجة، وأنا بهذا الحكم لا أنكر بروز بعض الجهود المبذولة في خدمة الشباب إلا أن ذلك يعتبر نقطة في بحر مما يجب فعله لهذه الثروات القوية التي تتجدد بتجدد الأيام والأعوام , فلابد من دعم الشباب والعمل المتواصل لرفع المستوى الفكري لهم وإقامة فعاليات أسبوعية نوعية في مختلف المجالات تتحدث عن المواضيع التي تهم المواطن ومن بينها مخاطر التطرف والإرهاب بمشاركة العديد من شباب الأدباء والمثقفين بجانب كبار الأدباء والساسة والعلماء, ومن هنا تكون البداية الحقيقية لتقديم نخبة جديدة لديها القدرة على مواجهة التطرف والإرهاب من خلال التثقيف ونشر الوعي بين أوساط المجتمع وكشف حقائق ومخاطر هذا الفكر الضال الذي يحرق الأخضر واليابس ويعود بالمجتمعات المتحضرة إلى أتون عصور الظلام ويكشف عن الوجه السيئ في مصادرة الأفكار والإبداع والرأي الآخر …
وفي الختام أوعي تزعل انت لسة صغير والعمر قدامك كبير انتظر 30 سنة وارجعلهم تانى..