جمِّلْ كلامَك بالقرآن (6)

أ.د. هدى مصطفى محمد|أستاذ المناهج وطرق التدريس- كلية التربية – جامعة سوهاج

اللوحة للفنان: Richard Ramsey 

هناك بعض العبارات والأقوال التي نجد أنفسنا نرددها في بعض المواقف، وهذه الأقوال قد تكون أمثالاَ شعبية، أو أقوالاُ مأثورة والأجمل أن تكون آيات قرآنية أو أحاديث نبوية. وترديدنا لهذه الأقوال يأتي في سياقات لغوية مختلفة، ويأتي دائماً لتدعيم مانقول بأدلة واستشهادات. ونأمل دائماً أن نكون موفقين في اختياراتنا لهذه الأدلة، لتكون مناسبة للسياق، ولعل أول طرق التوفيق هو التعرف إلى المعاني الصحيحة لهذه الأدلة وسياقاتها أو مناسباتها.

ومن هنا جاء هذا الطرح للآيات القرآنية التي يكثر استخدامها في أحاديثنا وكتاباتنا لنتعرف  سياقاتها أو مناسبة نزولها وفي هذا إعادة نظر للحكم على صحة استخدامنا إياها، فقد يتحقق تصحيح فهم لدى البعض، وكذلك إدراك لمدى ما نستخدمه من القرآن في أحاديثنا  وقد تكون بداية للإكثار من ذلك فنجمل أحاديثنا بالقرآن، كما أن معرفة المعاني ستزيد من إدراكنا لكثير من السور التي نقرأها وبذلك يتحقق عنصر من عناصر التلاوة الشرعية وهو التدبر في معاني ما نقرأ، ولعل الفهم لبعض الآيات ييسر التلاوة ويحببنا فيها ويعين على الحفظ  لمن أراد؛ فالفهم من العوامل المهمة التي تساعد على حفظ القرآن والارتباط به.

ونستكمل ما بدأنا من قبل ومعنا آيات اليوم من سورتي الأعراف والأنفال:

قال تعالى: “يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ”  الأعراف / 31

جاءت هذه الآية لإبطال ماكان عليه العرب فقد كانوا يطوفون عراة؛ فيطوف الرجال بالنهار والنساء بالليل إلا أهل قريش، فكانوا يقولون نحن أهل الحرم لا ينبغي لأحد من العرب أن يطوف إلا في ثيابنا ولا يأكل  إذا دخل أرضنا إلا من طعامنا، فمن لم يكن له من العرب صديق من قريش يمكن أن يعيره ثوباً ولا يجد من يستأجر به كان بين أحد أمرين: إما أن يطوف بالبيت عرياناً، وإما أن يطوف في ثيابه فإذا فرغ من طوافه ألقى ثوبه عنه، فلم يمسه أحد. وقيل في أنهم يطوفون عراة أنهم قالوا لانعبد الله في ثياب أذنبنا فيها. وقد أبطل الرسول الكريم ذلك فأمر أبا بكر رضي الله عنه عام حجته سنة تسع أن ينادي في الموسم ألا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان”. كما كانوا إذا حجوا حرموا الشاة ولبنها وسمنها إلى غير ما حرموه على أنفسهم

من البحيرة (وهي التي يمنع درها للطواغيت فلا يحلبها أحد من الناس) والسائبة (كانوا يسيبونها لآلهتهم ولايركبون لها ظهراً ولايحلبون لها لبناً إلا لضيف وكان الرجل إذا قضيت حاجته أو عوفي من مرض يسيبها للأصنام) والوصيلة (وهي الشاة تلد سبعة أبطن فإذا كان السابع ذكراً ذبحوه وهو للرجال دون الإناث وإن كانت أنثى استحيوها وإن كان ذكراً وأنثى في بطن واحد استحيوهما وقيل وصلته أخته فحرمته علينا وكان لأصنامهم)، والحام (الفحل ينتج من ظهره عشرة أبطن فيقولون حمى ظهره فيسيبونه للأصنام). والأمر خذوا زينتكم على الوجوب، وكلوا واشربوا للإباحة، والنهي عن الإسراف الذي هو تجاوز الحد المتعارف في الشئ أي لا تسرفوا في الأكل. وفي هذا نهي إرشاد لا نهي تحريم ، وقال السلف جمع الله الطب في نصف آية.

وورد في معنى الآية أنه يستحب التجمل عند الصلاة ولاسيما في الجمعة ويوم العيد ويستحب الطيب والسواك وهو من الزينة. وما يشيع من معنى هذه الآية أنها للاهتمام بالتجمل والتزين عند ارتياد المساجد، في سياق  قولهم إن الله جميل يحب الجمال، ولذلك كان الأمر في الآية يؤكد وجوب الاهتمام  بالجمال. وفي هذا شيوع لأأحد المعاني دون الدراية بالمعنى الأصلي للآية .قال تعالى: “وَقَالُواْ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ ”  الأعراف / 43

الإشارة في قوله “لهذا” إلى جميع ما هو من النعيم في وقت الحمد، والهداية له هي الإرشاد إلى أسبابه وهي الإيمان والعمل الصالح، فجعل الهداية لنفس النعيم لأن الدلالة على ما يوصل إلى الشيء إنما هي هداية لأجل ذلك الشئ والمراد بهدى الله تعالى إياهم إرساله محمد صلى الله عليه وسلم إليهم، فأيقظهم من غفلتهم فاتبعوه ولم يعاندوا ولم يستكبروا وهذا توفيق من الله تعالى.

ويأتي فهمنا واستخدامنا لهذه الآية بالمعنى الصحيح ووعينا بأن الله قد هدانا إلى إتباع دينه وتصديق نبيه وإتباع سنته صلى الله عليه وسلم بما يوجب علينا حمده وشكره على هذه النعمة. قال تعالى: “رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ”  الأعراف / 89

معناه ربنا احكم أو افصل بيننا وبينهم، ومأخوذة من الفتح بمعنى النصر .لأن العرب كانوا لا يتحاكمون لغير السيف، ويحسبون أن النصر حكم الله للغالب على المغلوب فهو سبحانه خير الحاكمين . ويأتي فهمنا واستدلالنا بهذه الآية بالمعنى الصحيح. قال تعالى: “وَلِلَّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ” الأعراف / 180

تنبيه للمسلمين للإقبال على دعاء الله بأسمائه الدالة على عظيم صفات الألوهية، والدوام على ذلك وأن يعرضوا عن مناقشة المشركين وجدالهم في أسماء الله تعالى.

وقيل في سبب نزول الآية أن أبا جهل سمع بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ فيذكر الله في قراءته، ومرة يقرأ فيذكر الرحمن. فقال أبو جهل:” محمد يزعم أن الإله واحد وهو إنما يعبد آلهة كثيرة” فنزلت هذه الآية. وتقديم المجرور المسند على المسند إليه لمجرد الاهتمام المفيد تأكيد استحقاقه إياها، والأسماء هي الألفاظ المجعولة أعلاماً على الذات بالتخصيص أو بالغلبة، فاسم الجلالة هو “الله” علم ذات الاله الحق بالتخصيص، شأن الأعلام الرحمن الرحيم قوله: “فادعوه بها” أي لا حرج في دعائه بها لأنها أسماء متعددة لمسمى واحد، لا كما يزعم المشركون. وهذا يدل على أن الله يدعى بكل ما دل على صفاته وأفعاله.

وذهب البعض أن الاسماء الحسنى لاتنحصر في التسعة والتسعين اسماً الواردة في الحديث الصحيح فقط، فقد ثبت أن الرسول الكريم دعا فقال: يا حنان يا منان ..ولم يقع هذان الاسمان فيما روي من التسعة والتسعين.

والمراد من ترك الذين يلحدون في أسمائه الإمساك عن الاسترسال في محاجتهم لظهور أنهم غير قاصدين معرفة الحق أو ترك الإصغاء لكلامهم.

ويأتي فهمنا واستدلالنا بهذه الآية بالمعنى الصحيح. ونستخدم أسماءه  جل وعلا  في الدعاء كلٌ حسب ما تيسر له، وحسب الحاجة التي يدعو بها. قال تعالى: “خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ”الأعراف / 199

جاءت هذه الآية بعد أن عرضت سورة الأعراف لكثير من الحجج على المشركين لفضح ضلالهم وفساد معتقدهم، كما سجلت الآيات مكابرتهم والتعجب منهم ومن أحوالهم فجاءت هذه الآية كدعوة لعدم الكراهية لأهل الشرك رغم كل أفعالهم، وأن تكون المواجهة بالعفو.  ومعنى خذ العفو أي عامل به. والعفو هو الصفح  عن ذنب المذنب، وقيل في معنى خذ العفو خذ ما عفي لك من أموالهم وما أتوك به من شيء فخذه.

وتعريف العفو تعريف الجنس، وهو يفيد عموم  صور العفو كلها، ولا يخرج منها إلا ما أخرجته الأدلة الشرعية مثل: العفو عن القاتل غيلة، وانتهاك حرمات الله. “أمر بالعرف” العرف هو المعروف من الأعمال وهو الفعل الذي تعرفه النفوس أي لا تنكره.

أما الإعراض هو إدارة الوجه عن النظر للشيئ، ويقصد بالجاهلين السفهاء وأعظم الجهل هو الاشراك إذ اتخاذ الحجر إلهاً سفاهة لا تعدلها سفاهة.

وقد جمعت الآية فضائل الأخلاق،  فقال جعفر بن محمد في هذه الآية أمر الله نبيه بمكارم الأخلاق وليس في القرآن أجمع لمكارم الأخلاق منها، وهي صالحة لأن يبين بعضها بعضاً فإن الأمر بأخذ العفو يتقيد بوجوب الأمر بالعرف ، وذلك في كل مالا يقبل العفو والمسامحة في الحقوق، وكذلك الأمر بالعرف يتقيد بأخذ العفو وذلك بأن يدعو الناس إلى الخير بلين ورفق.

وهذه الآية يكثر استخدامنا لها وخاصة “وأعرض عن الجاهلين” وتستخدم ويراد بها المعنى المراد من الآية. قال تعالى: “وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ” الأعراف / 204

قيل أنها نزلت في فتى من الأنصار كان رسول الله صلى الله عليه وسلك كلما قرأ شيئاً قرأه” فنزلت هذه الآية. وقيل أنها تخص الصلاة، فجاء النهي عن القراءة مع الرسول صلى الله عليه وسلم في الصلوات الجهرية، وهي تعني أن المأموم لا يجب عليه في الصلاة الجهرية قراءة  يعني المنع في الصلاة المفروضة وذكر البعض أن المراد هنا الصلاة والخطبة يوم الجمعة، وتوسع البعض ليشمل الذكر.

الاستماع والإصغاء وصيغة الافتعال دالة على المبالغة في الفعل، والانصات والاستماع مع ترك الكلام فهذا مؤكد للاستماع، مع زيادة المعنى. ويجوز أن يكون الاستماع مستعملاً في معناه المجازي، وهو الامتثال للعمل بما فيه.

والاستماع والإنصات المأمور بهما هما المؤديان إلى النظر والاستدلال، والاهتداء بما يحتوي عليه القرآن من الدلالة على صدق الرسول صلى الله عليه وسلم المفضي إلى الإيمان به .

ويشيع استخدامنا لهذه الآية على معنى التوسع ليشمل قراءة القرآن عامة، دون التخصص بالصلاة أو الخطب. قال تعالي:“فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاء حَسَنًا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ” الأنفال /  17

نزلت هذه الآية لتعبر عن إحدى المعجزات في غزوة بدر، بعد أن حرض الرسول صلى الله عليه وسلم المؤمنين على القتال يوم بدر، أتاه جبريل فقال له خذ قبضة من تراب فارمهم بها فأخذ حفنة من الحصباء فاستقبل بها المشركين. ثم قال “شاهت الوجوه” فقيل لم يبق مشرك إلا أصابه شيء من الحصا في عينيه فشغل بعينيه فانهزموا، ولشهرة هذه القصة حذف مفعول الرمي في المواضع الثلاثة في الآية. ولأن ما حدث من إصابة لعيون المشركين لم يكن في استطاعته صلى الله عليه وسلم فجاء النفي للرمي المعتاد وأسندت إلى الله تعالى لأنها بتقدير خفي من الله.

ويأتي ترديدنا لهذه الآية “وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَىَ” في مواقف تتطلب الرمي ويطلب أصحابها عون الله كما كان لرسولنا الكريم، فيذكرها اللاعب في تسديد الكرة آملاً أن يصيب الهدف بعون الله وليس اعتماداً على قوة تسديده أو مهارته في الرمي فما يحقق من أهداف فتوفيق من الله. قال تعالى: “وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ” الأنفال / 28

قيل إنها نزلت في أبي لبابة هارون بن عبد المنذر الأنصاري لما حاصر المسلمون بني قريظة، فسألت بنو قريظة الصلح فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – تنزلون على حكم سعد بن معاذ ، فأبوا وقالوا أرسل إلينا أبا لبابة و كان ولده وعياله وماله عندهم، فلما جاءهم قالوا له ما ترى أننزل على حكم سعد، فأشار أبو لبابة على حلقه أنه الذبح ، ففطن أنه خان الله ورسوله فعاد وربط نفسه في سارية بالمسجد وقال : والله لا أذوق طعاماً ولا شراباً حتى أموت أو يتوب الله علي ، فلما بلغ رسول الله خبره، قال: أما لو جاءني لأستغفرت له فأما ما فعل فإني لا أطلقه حتى يتوب الله عليه، فمكث سبعة أيام لا يذوق طعاما ولا شراباً حتى خر مغشياً عليه فتاب الله عليه. فقال: والله لا أحل نفسي حتى يكون رسول الله هو الذي يحلني ، فجاء وحله صلى الله عليه وسلم ، وقال أبولبابة : يا رسول الله إن من تمام توبتي أن أهجر قومي التي أصبت فيها الذنب وأن انخلع من مالي كله، فقال النبي ” يجزيك الثلث فتصدق به “فنزلت الآية “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ.َاعْلَمُواْ أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ”. والمعنى أنهما اختبار وامتحان من الله لكم إذا أعطاكموها؛ ليعلم أتشكرونه عليها، وتطيعونه فيها أو تشتغلون بها منه، فثواب الله وعطائه خير لكم من الأموال والاولاد،  فحب الله ورسوله مقدم على الأولاد والأموال والأنفس.

ويأتي فهمنا واستدلالنا بهذه الآية بالمعنى الصحيح. قال تعالى: “ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ”  الأنفال / 53

تأتي الآية في سياق أن الله عادل في حكمه لا يغير نعمة أنعمها على أحد إلا بسبب ذنب ارتكبه، فالله لا يبدل النعمة بالنقمة حتى يبدلوا نعمة الله بالكفر والعصيان، كما كان من كفار قريش فقد أنعم الله عليهم بمحمد صلى الله عليه وسلم فكفروا به وكذبوه فنقل الله نبيه إلى المدينة وحل بالمشركين العقاب كما صنع مع آل فرعون وأمثالهم .

ويأتي فهمنا واستدلالنا بهذه الآية بالمعنى الصحيح. قال تعالى: “وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ” الأنفال / 61 والمعنى أنه إذا طلب العدو السلم والمهادنة، فعلى المسلمين الموافقة . والجنوح: الميل وهو من جناح الطائر لأن الطائر إذا أراد النزول مال بأحد جناحيه، وهو جناح جانبه الذي ينزل عليه، وللسلم في الإسلام شرط العزة والكرامة، وقد استجاب الرسول عندما طلب المشركون عام الحديبية الصلح ووضع الحرب بينهم وبين الرسول تسع سنين. ويأتي فهمنا واستدلالنا بهذه الآية بالمعنى الصحيح.

وللحديث بقية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى