قصة شعرية.. بين امرأة وحبيبها، على لسانها
د. ريم سليمان الخش | سوريا – فرنسا
-وجهٌ بحسن بهائه
النوريّ يبحر في الكتابْ
وأنا بآخر رشفةٍ
للحلم أنهضُ بارتيابْ
ينتابني قلق التساؤل ماالذي
يثنيه عن بدء الخطاب؟!!
عينان تشتعلان جرما فتنةٍ
تركا المحب على اضطراب!
خلعا شبابيك النهى من بعد أنْ
دخل الهوى من ألف باب
قلبي المعلق في حقول كمونه
ويدور عشقا في انجذابْ
في رشفة الشفتين بوحٌ عالقٌ
والبوح فوّحَ بالعتاب …
تنهيدةٌ فضحت لواعج رغبتي
فغرامه بالحق ذاب
يسري كأول رشفةٍ فجريّةٍ
لاشيء أمتعُ من لذاذات اللعاب
من أبعدَ الحسّ الرهيف عن الشذى؟
وكأنّه فوق السحاب
سأعانق الأفق المدثر بالسحابِ
وبالكتاب وبالضباب …
وسؤاله مفتاح من يبغي
التقرّب لا الجوابْ!
ماذا لديك؟ (( أيااختلاج جوارحي!))
فنٌ كتابك أم حساب؟!!
-هم ضفتان ولا سبيل لفصلها !!
نهرٌ تدفّقَ بانسياب
عمق الفنون تناسبٌ وتناغمٌ
فنٌ تشبّعَ بالحساب!
دافنشِ أبرعُ من أجاب!
(هي بينها وبين ذاتها):
– ((لا شأنَ لي بعلائقٍ وتناسبٍ ..
قلبي المولّعُ في التهاب
حسي وكيمياء الشعور طرائقي
باللمس يتضحُ الصواب!
حسيّة البرهان كشفي لذتي
وطبيعتي هذا التراب!))
– ماذا نهلتَ من السطور مسافرا
فيها وقد طال الغياب!؟
-حتى قطعتِ سكينتي؟
– أو في التخاطب مايُعاب؟!!
– لالا …اسألي وتدبري
هذا صواب
وتأملي صنع الإله فخلقه
حقا لهوْ العجبُ العجاب!
قد (كانتا رتقا) ففتقا سوّيا
والكون يسبح في انجذاب
أيدٍ توسع حجمه
(لاريبَ) من خلف الحجاب!
متوسعا بتسارعٍ ( رغم التجاذب)
قاهرا للعقل يُترك بارتياب!!
– لو أنه لم يتسع؟!!
– كان الفناء هو الجواب!!
ميقاته طيّ السماء وعودة للبدء
( شيءٌ هائلٌ ):
أن يستعاد كنقطةٍ حوَت الرحاب!!!
ترك الوحوش كخنّسٍ بين النجوم
إلى ابتلاعٍ ..كنّسٍ عند اقتراب
فوق التصور والتعقل خلقه
سبحان من أحيا اليباب
-سبحان من فطر السماء بكلمةٍ
يافوز من حبّا أناب
(( أما أنا : يكفي فضائي هائما
شفتاه ترشف للرضاب
يكفي تلامسه معي في روضتي
تجني يداه لما استطاب
يكفي ترشح عطره
بين العروق على الهضاب
يكفي بأنّا واحدٌ لم ندرِ أيّانا الثياب
من قاب نهديّ نبتة
غُرست بأعماق التراب)