الشيء
أحمد برقاوي | أديب وأكاديمي
عاش عمره منتبهاً
يمشي الطرق المألوفة
ويعلّب روحه في الصناديق المعلومة
فلم يخرج مرة إلى ملاعب الحياة
ولم يعرف فرح المغامرات
و لم يذق لذة المصادفات
و متعة الدهشة
و التأفف من الخطأ
ممتلئاً بأمل الثواب
وخائفاً من العقاب
مات ويده مغلولة إلى عنقه
فشيعه الورثة
سعداء بعد طول انتظار ممل.
°°°
لم تر عيناه الأفق مساء’
ولا بزوغ شمس الفجر
وما اغرورقت بالدمع الدفين
ولا هطلت حزنا
لا الدهشة حطت على اجفانه
ولا آلام صمت الوداع
ما ابتسم فرحا بالولادة
خائفاً من النهايات الغريبة
وجه مائل مطرق يخفي
الشراك والخناجر
وحقد السنين.