شُرفات
مروان عياش | سوريا
و يجرُ معطفَ الأمس
ينزاحُ ضبابٌ عن وجه الخراب
ينسحب أمزاغاً من ليل
فوضوي
متسلسل كعقابْ
وينكشفُ العاري
بقوةِ اللاخجلْ
كإنهيارِ جبلٍ ثلجي
ليكسوه البياضُ العتيق
إنه الزمنُ العظيم
ينتشلُ الشرفات المركونةَ خلفَ الستار
يُوزعُ أدوار َ العبث
ينفِضُ عن المقاعدِ الغبار
وتنسدلُ الأحلامُ خضراء
من بين أهدابِ الشرفات
ترتمي بأحضانِ الفجر
كعاشقةٍ خلّوا سبيلَ حبيبها
الشرفات
كتبٌ معلقةٌ على الجدران
لا مؤلف لها..
قصائدٌ حرةٌ تنثال كالندى
على جبين شبابيكٍ
مضرجة بالحنين..
لوحاتٌ من وردٍ تتشبث بأعناق البيوت كالأطفال
وأشجار ميلادٍ
و فساتين
و فوانيسٌ حالمة بالقمر
الشرفات
أوتارٌ يَعزفُ عليها التاريخُ
نشيدَ الوطن
ويَجلسُ فوقها الطريقُ البعيدْ
يرتشفُ قهوةَ الصباح
يُراقبُ أهلَ المدينةِ في الساحاتْ
الشرفات
تُعتقلُ و تُسجن
يُحكمُ عليها بالرجم
وتُهَجرُ..
و تُغرقُ..
تُغلقُ نوافذها
تُقلعُ أظافر ياسمينها
يُقصُ شَعرها الجميل
و تُغتصبُ في وضح النهار
إن سكان الكهوف
يكرهون الضوء
يخافون الجلوس بين الألوان
يكرهون الشرفات
وما بعد الشرفات.
شكرا عالم الثقافة
نعتز بكم