سحر زعترة تنسج حروف نصوصها بخيوط الشمس

بقلم: شاكر فريد حسن
سأكتبك على
أوراق الحنين
وأترك حيزا
لرسم ثغرك
على أطراف
الأمل ،،،
سأقبله كل ليلة
عله يصلك الشوق
محملا بالقبل
علني ألتمس
بعضا من عطرك
على امتداد
النور حين
يعصفه
لهفة لغمرة
الروح ،،،
يا لروعة وجمال ورقة هذا النص البوحي الوجداني الرهيف الشفيف، الذي فاضت به روح الشاعرة والكاتبة الفلسطينية المقدسية سحر عبد السلام زعترة، ابنة بيت حنينا-القدس، التي أقرأ نصوصها بشغف وبصورة مكثفة ومتواصلة على صفحتها الفيسبوكية.
سحر زعترة مقدسية المولد، فلسطينية الهوى والعشق، حاصلة على اللقب الأول في الهندسة الالكترونية، تعمل مدرسة، ولها مجموعة أعمال تطوعية مع أفراد الاحتياجات الخاصة، وهي عضو في هيئة الحوار الثقافي الدائم، ورئيسة فرع مدرسة النهضة الأدبية الحديثة بفلسطين، شاركت وتشارك في الأنشطة والفعاليات الثقافية والأدبية، ولها مجموعة شعرية ناجزة بعنوان”روح متمردة”.
سحر زعترة صوت شعري أنثوي انساني صاف يسكن مساحات التفرد ونرجس الليل، تسافر بنا بحروفها نحو ابداع جمالي ممتزج بالرومانسية الحالمة، تجمع بين أناقة وجمال الحرف وعذوبة الالقاء، وتتماهى مع نصها كالفراشة ولا تتوانى عن تقبيل وانارة القنديل.
قصائدها معزوفات موسيقية عذبة نستمتع بروعتها وطلاوتها، وبوحها ينتزع الروح من روحها، كلماتها شفافة وهادئة تأتزر بعطر الورد والمسك، تطوع اللغة بشكل سلس انسيابي يغزو قمة التخييل فوق كتفيها عباءة الحلم، وتمتعنا من خلال مفرداتها وحروفها العوسجية ذات الالوان المائية المنسوجة من خيوط الشمس، ويدهشنا أسلوبها الشعري الآسر المستخدم.
تتميز نصوص سحر بمضامينها الوجدانية، وطابعها العشقي الحنيني والوطني الرومانسي، وتمتلك قلمًا سحريًا فياضًا يستحوذ على المشاعر ويأسر القلوب والعقول.
سحر زعترة تكتب القصيدة النثرية أو النص النثري لأنها تجد فيها كتابة حرة وفضاء واسع في التعبير، وتحمل ايجازًا عميقًا ذات معنى ودلالة قريبة من روح الحياة المعاصرة.
سحر زعترة لها أدواتها ولغتها الخاصة المميزة، وتنفرد بصوتها الشعري الشجي الرقراق، وتهطل  علينا بالجميل العذب من القصيد، وتأخذنا الى عالم شفاف كله جمال وسحر بما يجود به وجدانها ونبض قلبها من همس دافىء وبوح صادق وتراتيل حب وعشق للوطن والانسان والمخيم الفلسطيني. وهي تتعمق في أعماق الروح وتلامس الجسد، وتفجر براكين حواسها الجياشة الصادقة، وتقطر نصها بعطر البنفسج العابق الذي يبهج الناظر.
سحر زعترة شاعرة متنوعة ومتفرعة، مثلما تجيد الغزل ومناجاة الحبيب، تجيد الوصف والتعبير عن واقع ومعاناة شعبها الرابض تحت قهر وظلم المحتل، وتتجلى براعتها في معانقة هموم شعبها وقضاياه اليومية، والشدو لمدينتها الحزينة الجريحة الباكية زهرة المدائن التي كتبت فيها أجمل القصائد، التي تفيض عشقًا وحبًا لها.
سحر زعترة شاعرة رقيقة تتقن فن الرسم بالكلمات. وتحلق في أجنحة الخيال، وتحمل عبق عشقها الروحي مع رائحة وطنها في دواخلها وتفاصيل طفولتها، وتسمو بالابداع الذي يتجلى بأبهى صوره في مقطوعاتها الشعرية المبثوثة بين صفحات الفيسبوك والمواقع الالكترونية.

فهنيئًا لفلسطين بهذا الصوت الأنثوي الشفاف الذي يسكن الحلم الشعري، ودام مدادك صديقتي الرائعة سحر زعترة، ودام حرفك الذي يحمل هموم الوطن والناس وأحلام الحب وعذاباته، والى الأمام، ومزيدًا من العطاء والتالق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى