وطني المسافر

مختار اسماعيل بكير | مصر

آتٍ من الوجع البعيد لأجمعه
وطني المفرِّق أهله ما أوجعه!

°°°

والدمع من عينيه سال كأبحرٍ
هل يمسح الوطن المسافر أدمعه؟

°°°

كان المقاتل والمناضل والذي
ما جاء شيء في الوجود وروَّعه

°°°

بل كلما تلقاه تُقسمُ أنه
ربُ الجمال فمَنْ لحاه وضيَّعه؟!

°°°

وعوارضُ النقصان لا تدنو به
فالله أعطاه الجلال ومنبعه

°°°

ركب المخاطر والمحافل كلها
لا مجد في الدنيا أتى إلا معه

°°°

وطنٌ على عرش الحياة منمّقٌ
كيف استوى بالعرش ، أنَّى طوعه؟

°°°

صوتٌ إذا غضب ، الجبال تزلزلت
لم يهوَ. يوماً أنْ يصيحَ بجعجعة

°°°

جاءت له الدنيا فأحكَمَ قبضةً
وسعى إلى المجد التليدِ فأخضعه

°°°

يأتي الغرامُ من الجنوب معطراً
وأتى غرامُكَ من دروبي الأربعة

°°°

لو ضاقت الدنيا علينا ساعةً
جعل البسيطةَ والحياةَ لنا سَعَة

°°°

كان المداوي كل جرح غائر
والآن صار الجُرح فيه وصدَّعه

°°°

الكل يأخذ من ترابِكَ عُنوةً
فهويتَ من أبهى القصور لصومعة

°°°

كنتَ الخطيبَ الحرَّ فوقَ منابري
والآن تغرقُ في بحار التعتعة

°°°

أصبحتَ يا وطني الحبيب مقطَّعاً
مَنْ مَزَّقَ الشريان فيكَ وقطَّعه؟

°°°

إني أرى فيكَ الكلابَ تعاظمت
وأرى الوضيع وقد دنا كي نرفعه

°°°

رحنا نُمَجِّدُ في الغريب ومكْرِهِ
وله رفعنا كل يومٍ قبعة

°°°

قد “كان “هذا الفعلُ صوتٌ ناقصٌ
فمتى المسافرُ يستعيدُ الأمتعة؟!

°°°

وطني المخبيء سرَّه في أدمعي
أرواحُنا بترابِ أرضِك مُوْدَعَة

°°°

إِيَّاكَ نهوى والفؤادُ مُعَلَّقٌ
وعيونُنُا بجمالِ رسمكَ مُوْلَعة

°°°

يا أيها الحلم المسافر في دمي
أرني الطريق لموطني كي أتبعه

°°°

أعد الغريب عن الديار لأرضه
وأزل عن الشر الدفين الأقنعة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى