ومضات الصاحب الباهرة في حضرة المتميزين والعباقرة (28)
محمد زحايكة | القدس – فلسطين
د. علي خشان
شخصية عصامية بنت نفسها من الصفر إلى القمة
تجسد سيرة د. علي خشان قصة نجاح مذهلة وتشير إلى شخصية عصامية دؤوبة ونشيطة منذ أيام تأسيسه الأولى ، لأول كلية حقوق فلسطينية في القدس، حيث شمر عن ساعديه وقدح زناد عقله المستنير وراح يبني هذه الكلية الشامخة مدماكا وراء آخر بهمة وعزيمة منقطعة النظير .
وكان الصاحب قد عرف د. علي خشان من خلال زياراته المتكررة لصحيفة الفجر في شارع نابلس، فلمس فيه شخصية نادرة ومتفردة وذات خصال حميدة وأخلاق عالية.
وصادف أن قريبا للصاحب أحد أولاد العمومة، المحامي والقاضي السابق ماهر زحايكة رغب في الالتحاق بكلية الحقوق الفلسطينية منذ نشاتها الأولى ولكن د. علي خشان لم يكن متحمسا في البداية لقبوله بسبب تقديمه المتأخر للكلية أو لأن معدله كان يقل قليلا عن المعدل المطلوب.. لم يعد يذكر الصاحب على وجه الدقة.. ولما عرف ماهر زحايكة أن هناك علاقة شخصية طيبة تربط بين الصاحب ود. علي خشان طلب منه أن يتدخل بكلمة خير .. وهو ما كان بالفعل حيث صادف الصاحب د. علي في شارع صلاح الدين ذات مرة وبعد تردد ما، تجرأ الصاحب وأخبره إذا أمكن التفضل و تسجيله في الكلية.. وقال له بما معناه.. في نهاية المطاف هذه واسطة مشروعة لطلب العلم وليست لأي شيء آخر .. وأنا متأكد أنك يا د. علي لن تندم على قبوله.. فوافق بسرور .
والذي حصل بعدها أن ماهر زحايكة أثبت اجتهاده في سياق تخصصه في القانون وكان حريصا على التميز لدرجة أنه ربطته علاقة صداقة مع د. علي وانهار الحاجز الذي يفصل الطالب بأستاذه .
وكان الصاحب يتابع من موقعه من على بعد كصحفي متجول مسيرة د. علي خشان ونجاحاته ويعجب خاصة من إتقانه اللغة الفرنسية والتحدث بها بطلاقة مع لكنة فرنساوية محببة. وتمضي المسيرة ” العلوية ” ليصبح وزيرا للعدلية في السلطة الوطنية الفلسطينية والصاحب يظن وبعض الظن إثم ، أنه لا بد وأن الأصدقاء المقربون كانوا يداعبون د. علي خشان بالقصة التي تروى عن الزعيم الراحل أبو عمار عندما ألح أحد الأشخاص من المستوزرين على أبي عمار أن يعينه في وزارة ما ، فينظر إليه أبو عمار ويقول له.. اذهب.. لقد عينتك وزيرا للبترول في فلسطين، ولكن المستوزر خاطب أبو عمار بعد برهة من التفكير .. ولكن يا سيادة الريس.. لا يوجد بترول في فلسطين.. وهنا التفت أبو عمار وكان يقف بجانبه وزير العدل حينها فريح أبو مدين.. صحيح لا يوجد بترول عندنا.. ولكن ها نحن قد عينا وزيرا للعدل.. فهل عندنا عدل .. فضج الحاضرون بالضحك؟
ود. علي خشان المنشغل حاليا بإعداد الأبحاث القانونية القيمة ويسافر بين الفينة والأخرى إلى ربوع أوروبا وخصوصا جبال الألب والريفييرا السويسرية في إطار دراساته وأبحاثه في القانون الدولي ، وصفه الكاتب جميل السلحوت الذي درسه في المدرسة الرشيدية الثانوية بأنه كان تلميذا نجيبا ونبيها .
د. علي خشان.. شخصية تفيض حيوية وإنسانية وعلى خلق جميل وحميد.. شخصية سمتها التواضع الجم والتعامل مع الجميع باحترام وتقدير وحب.
شخصية تنشغل بعكس مفهوم أصيل وحضاري عن الشعب الفلسطيني، ليظهر بأبهى صورة أمام العالم.
شعب يستحق الحياة وأن يكون حرا وسيدا لنفسه كباقي الأمم والشعوب على سطح هذا الكوكب .