تدرَّجَ بالنّدى ليعيشَ غَضّا.. في رثاء أنيس النقاش
حسن سامي | العراق
تدرَّجَ بالنّدى
ليعيشَ غَضّا
وصلّى في حديدِ البأسِ فَرضا
وآمنَ بالوقوفِ
كأيِّ نخلٍ شريفٍ
يدحضُ الإحناءَ دَحضا
تسنَّمَ
صهوةَ المَعنى عنيداً
ولم يتركْ من التنويرِ بَعضا
بهِ
إصرارُ أوطانٍ تشظّتْ
على أنْ تجعلَ التحريرَ نَبضا
لإنسانٍ
تعشَّبَ في المنافي
حقولَ كرامةٍ طولاً وعرضا
(أنيسٌ)
كانَ يأنسهُ حديثُ الصراحةِ
ليسَ ما يحكيهِ غَمْضا
على يدهِ البنادقُ
قدْ تربّتْ طويلاً،
كي تخوضَ الحبَّ خَوضا
لكي تختارَ حرباً
ليسَ فيها حياديّونَ كذّابونَ مَرضى
رأى الزيتونَ
مغبوناً بسِلْمٍ
فعلَّمَ غصنَهُ المكسورَ رَفضا
ووشْوَشَ
في هدوءِ البحرِ حَيفا
ورافقَ في الجليلِ هناكَ ومَضا
تُعرِّفهُ المفاهيمُ
اشتباكاً تأبى أنْ يكونَ الحلُّ فَضّا
يُعرِّفُها
كبارودٍ عتيقٍ
تغلغلَ في الترابِ فصارَ رَوْضا
تسلَّقَ أرذلونَ
على جدارِ التَأَسْرُلِ
فارتأى عكْساً ونَقضا
وواصَلَ
في طريقِ الشوكِ سَيراً
ليرسمَ ما أتى مما تقَضّى
ففي زمنِ التزعزعِ والتواري
على جَمْرِ الثباتِ
أجادَ قَبْضا
هو (النقّاشُ)
لم يطرقْ نُحاساً
على عبثٍ وتَعْميَةٍ وفوضى
إذا أفْضى انتصارٌ لانتصارٍ
(أنيسٌ) لانتصارِ النَصْرِ أَفضى.