ذلك الذي لا يأتي
مصطفى الجنايني | مصر
النائم علي سرير الشاطيء البعيد
يخضر و هو يحرس أطفاله من يقظة فارعة
فيصير عشبا
لا يليق أن نتهمه
ذلك الذي لا يأتي من آخر البحر
لتجف مآقي الثكالي
و تصحو أسماك الشهداء من الحلم الغريق
تمسك بالأوطان
باللؤلؤ البراق
و الإنسان الجديد
علينا أن نلتمس له بضعة أعذار
نحصيها جيدا
و نحن نلملم بأيدينا
في مصافحة
يحضنها سرادق العزاء
لحظة صدق مترعة
تغير الشكل دون أن تعبث في المضمون
أو تترك بحيرة حزن الروح
تفرح بالرداء المسروق
تنسجه الدوائر الهاربة مع الوقت
التاركة كهولة الماء تشي بالزمن الفقير
حين تزهو بنفسها في الخلاء لحظة صدق
في صحراء الغريب
لا شيء يخبيء عن تلك الريح
و عاصفة القبيلة
لا شجر غد بين جوانحه
او طائر يخرج من سردابه علي شكل قلب يلمح ليلي
تجحظ من عين الوقت الأعمي لحظة تبصرنا جيدا
بقوة إبصارنا كأشجار عارية إلي الحصاد الذي بترت يداه
و نحن نلوح بالأغصلن
فلا يرد الفجر التحية
نعيش ننظر إلي عشب الشاطيء الأخضر
ذلك الذي لا يأتي
معذور
يخاف علي أطفاله من عبور البحر
في نبأ عاجل
أخبرته الشاشة باختراع
يصنع للملائكة تجاعيدا
و يربي علي الطريق القمر
فيكتب أرمسترونج علي الحجر
تاريخ انتهاء صلاحية القلب القادم لتوه من السفر
لذا
قرر الحلم ألا يأتي
خوفا علي أطفاله من الكبر
في عالم غير بريء .