بأي معنى نفهم نزول ’’ حركة النهضة ’’ إلى الشارع

صهيب المزريقي | تونس

 إستعراض قاعدي لسد نقص الأنصار أم بلطجة ترهيبية للضغط على رئيس الجمهورية ؟

في بيان لها دعت حركة النهضة الإخوانية بتونس أنصارها و قواعدها للنزول إلى الشارع يوم السبت 27 فيفري 2021 من أجل مساندة رئيس الحكومة الحالي هشام المشيشي الذي بدوره تحول إلى بيدق بيد الحركة اللإخوانية تمارس به ضغطا على المشهد السياسي الحالي .

وأمام تزايد وتيرة الصراع الثنائي بين حركة النهضة من جهة رئيس الجمهورية قيس سعيد من جهة أخرى والمتمسك بحقه الدستوري في مسألة أداء اليمين و رفضه لوزراء فاسدين تسعى الحركة الإخوانية لفرضهم مهما كلفها ذلك.

و بعد الاحتراب السياسي الحاصل والذي أنتج دعوة الحركة للنزول للشارع من أجل ممارسة الضغط الشعبي خاصة بعد تراجع أنصار حركة النهضة  عن فترة 2011 و بعد سقوط الإخوان المسلمين في مصر و تراجع الدعم التركي لها جعلها في شبه عزلة سياسية تواجه أقدارها التي سطرتها لها القوى الغربية و الإقليمة منفردة .

أما ظاهرة تظاهر حزب حاكم في الشارع فهي في ذاتها مدعاة للتفكير، هل سيتظاهر الأنصار على غلاء المعيشة أم على تردي الأوضاع الإجتماعية و الإقتصادية و فقدان حكومة الإخوان لخارطة و منوال تنموي فعلي أم ماذا؟

لقد خرجت المظاهرت عن أهدافها الرئيسية لتتحول إلى تعبئة نظامية إخوانية من أجل الضغط على رئيس الجمهورية ومحاولة ترهيب القوى الوطنية لضمها إلى مشروعها الإخواني أو تحييدها تجاهه، ولكن لابد من الحذر من نزول الإخوان للشارع و جعل سيناريو مصر سنة 2013 في البال .

فعلى طريقة الإخوان المسلمين جيشت حركة النهضة التونسية أنصارها من خلال اللعب على الوتر الوجداني الديني وخلطه بالسياسي فجعلت في بيانها نزول أنصارها وأتباعها فرض عين عليهم وكأننا صرنا نتكلم عن شيئ معلوم في الدين بالضرورة أو نتكلم عن واجب يعاقب تاركه .

والأخطر من ذلك إستعمالها لألفاظ سفسط بهم الإخوان مثل الشرعية والمشروعية و الدفاع عنهما بمنطلق “الجهاد” وفي أصله احتراب إجتماعي شعبي نتاج تعفن آيديولوجي حاقد على الشعب والوطن كما أفرزه ذلك كتابات سيد قطب  ” وما الوطن إلا حفنة من تراب عفن ” وأيضا “إن العلم خرقة من كفن وأيضا ما أفرزته كتابات ورسائل  حسن البنا الستة والثلاثين وتاريخ الإغتيالات للجناح السري للتنظيم.

وأيضا نذكر في نزول الإخوان للشارع دعاوى التكفير والاغتيال الذي تحول إلى سحل وتعذيب وإلقاء جثث من العمارات الشاهقة ونصب خيام على شاكلة مراكز تفتيش للشعب .

فبين استعراض للقوة و ترهيب للمعارضين سيكون نزول إخوان تونس للشارع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى