شرخ لا يغتفر
ثريا مرتجى / المغرب
خرجت باكرا الى المنتزه لابدد صقر العزلة الموحشة..
كان الطقس باردا ؛ والفصل خريفا مكفهر الرؤى..حيث تناثرت أوراق الخريف ،مزهوة بألوان الخيبة والذبول .
والسماء سوداء، قاتمة المحيا، توحي بجفاء بالغ لقطرات الندى، وشح المشاعرالوفية لتراتيل خريف منهك القوى؛ موجع الملامح ..
سماءه كظيمة؛ تئن من عسر المخاض..
وحيث دفيف النوارس ..
يكسر أغلال الصمت ،المخيم على أرجاء البحيرة;
النائمة على كثبان احزان الرمال; وشرود السنين
وكأن أنينا ممزوج برنة اغتيال يصفعني بقوة;
من الجهة الشرقية. بدأت اسابق خطواتي لألتقط
دبدبات تلك الآهات الخافتة ..النابعة من وهن مخيف ..ورماد ذاكرة مهترية..
وقعت عيني على جسدها النحيف المنتشر تحت شجرة الصفصاف المورقة ;اقتربت منها على التو ضممها الى صدري ..أضفتها لترنم أحزاني وشراسة نبرة الرنين ..شدت على يدي بقوة.
وهي تتلعثم في سرد ..
قصتها الحزينة الموجعة…
ما فهمت منها سوى تلك العبارات المبهمة..
اغرب أيها الاحتلال الغاشم
ادميت بأغلالك أمومتي..
واغتصبت طفولة ابني الوحيد..
لازلت أم الشهيد ، لازلت أم الشهيد..
.تربع أيها الوطن الغالي على
عرش فلذة كبدي ؛ فأنت روح أمي وجنة الخلد.
تلك الحسناء التي أقسمت أن تنجب سلالة
الأبطال ولاتردخ لدروب العقم..
ستلد..ثم تلد…ثم تلد..
رغم التهجير والتقتيل..والترحيل
رحمتك ياربي..لطفك ياالاهي..
المرأة تصارع حمى الاحتضار..
تملكني خوف مقفر رهيب.
اهتزت مشاعري بقوة ..
تقطع مجداف شريان قلبي..
وتكسر شراع خلايا وريدي…
بدأت أستجمع أنفاسي الضائعة
وطلبت الاسعاف على التو والسرعة…
لازالت المرأة تحت صدمة اللجوء ..
واستشهاد ابنها الوحيد فتحت عينيها
الماطرتين بالدمع الحارق
ونظرت الي نظرة اعتراف وحنين
وتمتمت ببعض عبارات الثناء ..
بلدكم جميل وآمن
ولكن لازلت أم الشهيد
سأحمل مدى عمري ..
وسام الاعتزاز والفخر..
على صدر أمومة.. شامخة..مكلومة
متوجة بواحات خضراء
لاتركع..ولاتلين..
لمن عاثوا الفساد ..
وذبحوا خلايا الجنين..
سأصارع وهني ..
وأحتضر على ثرى عزة وطني..
مهما ارتفع ذوي الرصاص
واشتد الصراخ والنحيب..