رسالة مواساة لإخواننا في سلطنة عمان
د. محمد بن قاسم ناصر بوحجام | الجزائر
رئيس جمعيّة التّراث
إخوانَنا العمانيّين الأفاضل الأماجد، السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. حفظكم الله ورعاكم وشملكم بعنايته، ووقاكم كلّ شرّ، ودفع عنكم كلّ ضرّ..
يقول الله تبارك وتعالى:(لَتُبْلَوُنّ في أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ… وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإنَّ ذَلكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُور)(آل عمران/ 186)، ويقول:(…وَنَبْلُوكُمْ بالشّرِّ وَالـخَيْرِ فِتْنَةً وإَلينَا تُرْجَعُونَ) (الأنبياء/ 35).
“لتُبْلوُنَّ” بَـلَاغٌ جَـــاءَ فِي الغُـرَرِ
مِنَ الكِتَابِ، فَلَا تَضْجَرِ مِنَ القَدَرِ
وَقُلْ لَكَ الـحَمْدُ يَا رَبَّ العُلَا، فَبِلَا
حَصْرٍ يُحَاطُ العَطَاءُ مِنْكَ مُنْتَصِري
فَحِكْمَةُ اللهِ فِي أًفْعَالِهِ عَصِيَـــتْ
عَـنْ كُلِّ فَهْمٍ وَتَقْدِيرٍ، وَعَنْ نَظَــرِ
مَا قَدَّرَ الرَّبُّ كَائنٌ، فَلَيْسَ بِـمُمْـــ
ــكِنٍ، تـَخَطّيهِ، هَلْ لِلْخَلْقِ مِنْ خِيَرِ؟
ابتلى الله عمان بإعصار “شاهين” وبأمطار غزيرة، وسيول جارفة..أحدثت أضرارا جسيمة في بعض مناطق السّلطنة، وخلّفت خسائر كبيرة في الممتلكات خاصّة، وأصاب بعضَ الأهالي هلعٌ ورعب بسببها.. كلّ هذا كان بقضاء من الله الحكيم وقدره، فهو المتصرّف فيما خلق، وهو الـمدبّر لـما يريد، فلا رادّ لقضائه ولا اعتراض على أفعاله.. فله الحمد على ما قضى، وله الشّكر على ما أعطى وأخذ. نحن لا نملك سوى أن نطلب منه أن يلطف بنا ويعفو عنّا، ويغفر لنا ذنوبنا ويجعلنا من عباده الشّاكرين الذّاكرين المستغفرين التّوّابين الأوّابين.
إخوانَنا الأكارم في عمان.. نحن أعضاء مكتب جمعيّة التّراث، نشارككم بقلوبنا ما حدث لكم بسبب الإعصار ونرجو الله تبارك وتعالى الحليم اللّطيف، الرّحيم الرّؤوف.. أن يرحم الموتى، ويظهر المفقودين، ويشفى المصابين، ويعوّض المتضرّرين ما أصابهم وما فقدوه.. نسأله أن يدفع عنّا البلاء، ويرفع الوباء، ويرزقنا السّعادة والهناء.
لا تفوتنا الفرصة فنسجّل تقديرنا وإكبارنا لأبناء عمان الكرام المضحّين المجاهدين.. على برّهم وإحسانهم وتكاثفهم وقيامهم بواجب التّكفّل بالمتضرّرين، وتقديم مساعدات كبيرة بمختلف أنواعها لهم، ومن كلّ مناطق السّلطنة، فهذا ليس غريبًا على شعب عرف بالإحسان والكرم وعزّة النّفس، وعرف بالأخلاق الإسلاميّة العالية، هو بها مضرب المثل والقدوة لشعوب العالم، فضلا عن المسلمين..
كما نحيّي حكومة السّلطنة بكلّ أجهزتها ودوائرها ورجالاتها ومسؤوليها على قيامهم بواجب التّكفّل والسّهر على عودة الحياة في السّلطنة إلى طبيعتها قبل الحدث، وذلك بمساعدة المتضرّرين وإلعمل على إصلاح ما فسد بالإعصار والأمطار الغزيرة وقوّة السّيول.
هكذا يتّحد الشّعب مع مسؤوليه للقيام بالواجب..
جزى الله الجميع خير الجزاء، وتقبّل من المحسنين، وضاعف الأجر للمجاهدين في سبيل تأمين ظروف الحياة السّليمة لـمن تأثّر بما حدث.. إنّه سميغ قريب مجيب الدّعاء، وكريم ورحيم بعباده الضّعفاء.