( سيب إيدى).. فاضحٌ ولكن !!

 

صبري الموجي|  رئيس التحرير التنفيذي لجريدة (عالم الثقافة)

 قُوبل إلقاءُ القبض على بطلة كليب( سيب إيدى)الفاضح والمنتشر مؤخرا بالسوشيال ميديا بالتأييد والمباركة من الشارع المصرى؛ خاصة أن هذا ( الكليب) ترويجٌ للجنس وتحريضٌ على الفسق والفجور بدعوى الفن.

ورغم تأييدنا للقبض على تلك الفنانة المغمورة، التى أرادت الشهرة السريعة، فقدمت فنا رخيصا يعتمد على لغة الجسد والإيحاءات الجنسية أكثر من اعتماده على الكلمة والمضمون، إلا أن هناك مجموعة ملاحظات تتعلق بهذه القضية منها:

إن تعاملَ كثير من الإعلاميين مع هذه القضية كان أبشعَ من الكليب نفسه، فقد أثارت تعليقات المُذيعين حول الكليب والفنانة فضول كثيرٍ من المشاهدين لمشاهدة الفيديو، والتأكد من صحة ما أثير حوله، فروجوا – دون أن يقصدوا –  للكليب أكثر من ترويج المُخرج والفنانة نفسها، وكان لسان حال هؤلاء الإعلاميين الفج مع كليب (سيب إيدى) أشبه بالمثل العامى: ( جيه يكحلها عماها).

كما إن تعليقات المُستضافين عبر الشاشات، لم تكن بأحسن حالا، حيث احتوت على ألفاظ خادشة للحياء، وشتمٍ صريح، وألفاظٍ مُبتذلة لا يليق التلفظُ بها على مرأى ومسمع المشاهدين.

وإذا كنا نُؤمن بأن محاربة الفجور أمرٌ محمود، فإن ثمة شرطا لا بد من توافره، لمحاربة ذلك المُنكر، وهو أن تكون الوسيلة لمحاربته محمودة أيضا، أما امتطاءُ مقولة ( الغاية تُبرر الوسيلة)، فهو ترويجٌ لفكرة شيطانية، تُبيح استخدام الوسائل الخسيسة للوصول لغايات شريفة، وهو ما يتنافى مع الشرع؛ لأن الله طيبٌ لايقبل إلا طيبا، فمحاربة الفساد شيءٌ طيب بشرط ألا نستخدم ألفاظا تخدش الحياء، أو تثير الغرائز، مثلما فعل بعض إعلاميينا (المصونين)فى تناول تلك القضية.

الأمر الآخر، أنه لابد أن نكيل هذه القضايا بمكيال واحد، فكما حاربنا فن (سلمى الفولى) الهابط، وقررنا ألا نترك يدها إلا وهى مُكبلة بـ (الكلابشات)، فلابد أن نحارب فن كثير من الممثلات ممن جابت شهرتهن الآفاق، رغم أنهن يقدمن للمشاهدين وجبات دسمة من العرى والخلاعة والمجون، وذلك بالتوقف عن تقبيل ( واوا هيفا)، والامتناع عن مشاهدة رقص وغناء برديس الصارخ وهى تتغزل فى ( الواد التقيل)، خاصة وأننا على أبواب رمضان.

أما التضييق على البعض وترك الحبل على الغارب لآخرين فهو أقسى أنواع الظلم، لهذا وجدنا رسولنا الكريم يُحذر من تطبيق الحدود على قوم وعدم تطبيقها على آخرين، لأن فى ذلك تفريقا وتمييزا يزيد من احتقان المحتقنين؛ مما يُهدد بعدم الاستقرار، فقال قولته المدوية فى الآفاق : إنما أهلك الذين قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، ثم ذيّلها بقوله الشريف : والله لو سرقت فاطمةُ بنتُ محمد لقطعتُ يدها.

وثمة ملاحظةٌ ثالثة، وهى أن انتشار تلك الكليبات الفاضحة التى تزامنت مع تصريحات بعض المُخرجين والمثقفين الرخيصة التى تنكر معلوما من الدين برهانٌ على خُبث المؤامرة التى حيكت بالمسلمين لإبعادهم عن دينهم، والتى تعتمد على مقومات أهمها التضليل الإعلامى والتجهيل التعليمى والتعهير الاجتماعى، الذى يُعد كليب ( سيب إيدى) وما شابهه أهم أدواته

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى