أرفُضُ الفِراق

زيزيت سالم | أديبة مصرية

صباحُ الخير
صباحُ ما كان
صباح الذكرى
إذ تمشي أحلامي على ضلوعها
وينفجرُ العِشق
مساءُ الخير
مساء الكلمة الجنة
والصمتُ الجنون
صباح ومساء..دون خاتمة
خاتمتي أنت
ليس ثمة وقتٍ لأبدأ من جديد

أرفض الفراق
ومساومات اللقاء
وقصائدُ مُشرَّعة الجناحين نحو الرحيل
حدّثني عن المُمكن والمستحيل
عن التحليق والسقوط
عن أشياءٍ فقدَتها ذاكرتي الأسيرة
حدثني عن الدُّجى وانشِقاق القمر
وساعات الغيابِ المريرة

أرفض الفراق
أُيمّم وجهي ناحية العشق
أطمعُ في عناقٍ
يُحلقُ بي قُرب سِدرة المنتهى
ولا يلقيني للهاوية
حين أُفهرِس ديواني الأوْحد
أجِدك عُنوان القصائد
أتجرَّع الشِّعر من كَفيك
تسألني عن ديواني الثاني
أقول: ليس في عُمري سواك

حواؤك يا آدم ترفض الفراق
تنفلِتُ من العُمر لتسير نحو الأمس وتعانقك
علَّمتها لُغة العشق
مُنذها
بات الدّمع على خَد اللغة
ينتظر فكّ هذي الطلاسم
وتَعرِية الحَرف قبل الأخير
هذي نعوش القصائد
تزلزلني دِفئا
شُعراؤك يبكون خلف الحروف المُبعثرة
تتزاحمُ البلابل فوق أناملك
تُنشِد طُقوسَ السّحر
فلا تتَسرب من بين ذاكرتي

ذاتَ ليلةٍ لم يكن سوانا والعشق
وأغنياتٍ تحكي لوعة عاشقين
تَواطئا على الوجدِ والشوق
والسُّهدِ والشّهقةِ السَّاهرة
نَثرا بقايا القصيدة
تَقمّصاها بسحرٍ غامض
فليس للقدرِ ضَفة أخرى
وأنت أحلى أقداري

أتَلكّأ في الخروجِ من قلبك
من ذاكرتك.. من دفاترك
أرفض النّجاة من بين ذراعيك
أضع بينهما ما تلظّى وما تبقّى
ما تعرّى وما تجلّى
لا يبقى مني شيئا
أغفو.. وأرفض الفِراق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى