آلة الزمن
د. ريم سليمان الخش | سوريا – فرنسا
حوار بين صديقين:
-أوما مللتَ دجنّة لاتلمعُ
ندرت بها أفلاكهم لاتسطعُ!
///
فمكررٌ دورانها و مُمَلْمِلٌ
إيماضها تغريدةٌ تتقطعُ
///
ومقلدٌ نظم الألى بشراهة
حيث اقتباسات اللآلىء منبعُ
///
مستغفلا جهل الرعاع مؤكدا
أنّ التفرّد (شأنه) إذْ يبدعُ
///
وهو الفريد إذا سطا متخفيا
لولا التلصص لا أبالك ينفعُ!!
///
لولا (ثقافات) القطيع لما بدا
في جهلهم متثقفا يتلمّعُ !!
///
فاخرج من الصندوق إثر عوالمٍ
بمعارفٍ مثل الفضا تتوسع
///
إنّ الذي حبك السماء بحرفةٍ
في حبك أعصاب النهى متولعُ
///
تزداد في عصر (الثقوب) توسعا
مابالكم رغم الدجى لم تسطعوا!
///
أو ما مللتم من وجودٍ قاتمٍ
تستهلكون وغيركم قد صنّعوا!
///
قومٌ كما الأطلال ترثي حالها
وتظلّ دهرا بالرثاء توجّعُ
///
متبدلٌ أفق القضاء بأمره
إنْ كنتَ نحو تغيّرٍ تتطلعُ
///
– هب أننا زمنا سحيقا نرجعُ
ماذا تودُ بحرقةٍ لو تمنعُ ؟!!
///
أو هل ملكت سفينة كونية ؟
في سرعة ( فوق الضياء) تُسرّع؟!
///
– لا إنها روحي وفي تجوالها
حول العوالم ومضة بل أسرع
///
والروح إذْ طافت ببرزخها فلا
زمنٌ بعالمها البهيّ ممنّعُ
///
: جبريلُ يهبط للديار محمّلا
بالوحي سبعا في الأعالي يقطع!
///
في لمحةٍ لا ألف ألفَ دقيقة
وأخال روحيَ مثله إذْ تسرعُ
///
– ألأنها امتلكت لبعدٍ خامسٍ ؟
فغدا الزمان بجسمه يتوضعُ
///
بانت معالم خلفه وأمامه
أنى اتجهتَ وممكنٌ لو ترجعُ!
///
ماذا تريدُ إذا رجعت تقهقرا ؟
من أيّ زلة عابدٍ تتوجعُ؟
///
– من عابدٍ رفض الخضوع لربّه
بتهورٍ وحماقةٍ يتمنّعُ
///
إبليس واللاء التي ماأنصفت
لو أنّها (…)…لو أنّه متورعُ !
///
أعمته غيرته فزاد تكبّرا
لربيبه بغروره لا يسمع
///
عليّ أجادله فيعدل رأيه
وله وعن زلاته أتشفعُ
///
إصراره رفضَ الولاء غواية
جعلت مخاض حياتنا يتصدع !
///
جعل المواجع سيرة ذاتية
ومدادها عن بؤسنا لا يقلعُ
///
أنْ كيف يدرك ماالجلالُ وينثني؟!
عن حمده والرفض كفرٌ أشنعُ
///
أين الوفاء مع المروءة والنهى !
أين المحبة والهوى مستتبعُ ؟!
///
إبليس أعرض عن جنوحٍ مارقٍ
ماهكذا الدنفُ الكريم الأبرعُ
///
ماهكذا عتب المحب إذا اشتكى
في غفلةٍ من علمه يتلوعُ
///
ماهمّه أنْ قد فُطرتَ مميزا
(بل مضغة) عن حبه لا ترجعُ
///
إبليس فاستغفر وقلبك روضة
لغة الشفاعة غيمةٌ تتبعُ
///
بحرُ الفضاء بمدّه متدفّقٌ
وأنا وأنت كموجتين نوزّعُ
///
والوقتُ يمضي في انسيابٍ هادئٍ
لكنّ فصلا قاصما قد يلمعُ!!
///
نجمٌ كمستعرٍ بجذبٍ هائلٍ
ليشدنا بمداره نتوضّعُ
///
أقطاب هذا الكون بضعٌ بيننا
بالنور في عمق الوجود تلعلعُ
///
وهي التي جاءت تغيير وجهه
لغةً وفنا نقشها لايُنزع
///
هي ذروة الهرم المقابل للسما
وبها التلاقي إذْ تشع وتسطع
///
يحنى لها الزمكان إثر تجاذب
بمدارها الأفلاك فكرا تتبعُ
///
ماالقلبُ إلا لاقطٌ مستقطبٌ
لتجاذبٍ أو فكرةٍ متتبعُ
///
– ماشحنة الآلام إلا موجة
حرقت لنا وبها الأنا تتلوعُ!
///
للجن ذبذبةٌ ولكنْ فوقنا !!
هيَ هاهنا لكننا لا نقشعُ!
///
أما أنا إنْ كنتُ أرجع للورا
ء مسافرا فلابن آدمَ أرجعُ
///
قابيلُ أول فاجرٍ متورطٍ
سنّ الجريمة بالدما يتجعجعُ
///
وكأنّه طعن الخليقة كلها
-ياويله من طاعنٍ لا يشبعُ
///
والنفس إنْ تُركت لكامل غيّها
اقترفت خبائثَ كالوحوش تُروّعُ
///
تقوى النفوس فضيلةٌ علويّةٌ
وبها يُكرّمها الإله ويرفعُ