إذا فسد الملح بأي شيء نملح

 

سمير حماد | سوريا

عندما ترتهن النخب الثقافية والسياسية لمصالحها الخاصة، وتخضع لنفوذ الأيديولوجيات، وتقع في فخ الاستقطاب الذي يفقدها الحياد والموضوعية، فتتحول إلى مجرد أبواق للدفاع عن الفساد والاستبداد وتبرير الأخطاء تدخل في أزمة ثقة بينها وبين الجماهير. وتصبح مواقفها بلا قيمة، بل أشبه بالنفخ في قربة مثقوبة، حيث يحار الناس حين الاستماع اليهم، فيسألون: هل يدافع هؤلاء عن قضايا عامة أم عن مصالح شخصية؟
إن استخفاف هذه النخب المزيفة بالرأي العام يثير القرف والاشمئزاز، ومن الغريب أنهم لايدركون أن تزويرهم وتبريرهم وخداعهم للناس مفضوح مكشوف لكل ذي عقل مهما كان بسيطا؛ فهم كمثل من يحاول البرهان على كروية الأرض واستطالتها، وبأنها تدور ولا تدور في الآن ذاته، فأي أميّ يقبل هذا التبرير؟

لقد تحول هؤلاء إلى شهود زور لواقع يتخبط، وإلى عبء أخلاقي، لايحتمل،  يربكون الرأي العام، بمواقفهم النفاقية, ويفقدونه الثقة بحملة الأقلام الذين هم ملح الوعي والأرض والحرية، فإذا فسد هذا الملح بأي شيء نملح؟!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى