سوالف حريم.. من يسقي الورد؟
حلوة زحايكة | القدس – فلسطين
اليوم موعد ري مزروعاتي التي على المدخل والشبابيك والشارع، أنا مقسمة فترة ري المزروعات حسب اماكنها كل يوم في مكان، فانا لدي العديد من قواوير الزراعة تفوق ألف قوار غير الزراعة بالموجودة بالمساحة القليلة في حدود منزلي، ولا أستطيع ريها جميعا في نفس اليوم، ففي الرصيف هناك النخيل والياسمين الأصفر والمداد وشجرة الصبار من الحجم الكبير ذو القراطيس الكرميدية الجميلة عندما يزهر، شاخصة برؤوسها نحو السماء، ونبات الجورانيوم بعدة الألون الفوشي، والزهر، والاحمر الجوري، تتلألأ بين الورقات الخضراء المعطرة تعطر الجو، ونبات المجنونة الأبيض والفوشي والبرتقالي تمتد على اغصان النخيل تلون عسفه، سحبت خرطوم المياه متوجهة لري النباتات الموجودة بالرصيف، لفت انتباهي بسرعة فقدان إحدى القواوير الموجودة بالمدخل، فيه أحد أنواع الصبار، وهو قوار كبير الحجم كيف حمل؟ إلا عن طريق تحميله بالليل بالسيارة، تركت خرطوم المياه وبدأت أنظر شمالا ويمينا، أين ذهب ومن أخذها، شعرت أنني أتمزق من الداخل، وبدأت أبكي وأنوح عليه، من طاوعه قلبه وسرق قواري، ولو أنه استأذنني لأعطيته له بنفسي هدية، كيف سطا عليها وحرمني وداعها؟، فهو لا يعرف كم تعبت وسهرت ليالي وأنا أشاهده يكبر شيئا فشيئا فهو قطعة من قلبي، وواحد من أبنائي، كيف هان عليه أن يتركني دون وداع؟ هل قاوم واستنكر قبل أن يأخذوه؟ كيف سيعيش حياته القادمة؟ هل الذي أخذه سيعتني به؟ هل سينتبه له، أم سيشعر بالعطش والجوع والحرمان من بعدي؟ كل تلك الأسئلة دارت في خلدي وأنا أمسك خرطوم الماء وأروي مزروعات الرصيف، وأبكي بحرقة على فراقه، وكل من مر بي يسأل عن سبب بكائي، وعندما أخبرهم بالسبب يضحكون ويستهزؤون، كل هذا البكاء والحرقة على قوار زريعة، وهم يلومونني لأني قمت بزراعة الرصيف وأضع قواويري على رصيف الشارع، هل أنا الملومة لأني أحاول أن أزين الطريق ولو بشيء قليل، يزيد من جمال شارع بلدتي، ويمتع الناظر إليها، معهم حق، فهم لم يعرفوا هذا الشعور يوما، ومعنى فقدان شيء تعبت وسهرت ليالي وأنت تراقبه يكبر شيئا فشيئا كأنه ابن لك ينمو في أحضانك، فهو قطعة من قلبك ثم تفقده مرة واحدة.