وداعًا…. ثلاثون عامًا في حبِّ عُمان
سمير عبد الصمد | المملكة الأردنية الهاشمية
يودِّع الشاعر سلطنة عُمان بهذه القصيدة التي تأتي في ختام عطاء تربوي كبير وفيض شعري ونثري في ٣٦ عملا أدبيا
أستنطقُ الوقتَ ما أبقيتَ من أملي
وما تركتَ من الأشواقِ في مُقَلي
///
وما وعيتَ من الماضي، ولذتِهِ
أوقاتُ لذاتِنا تجري على عَجلِ
///
أسائلُ الروحَ:هل حان الوداعُ؟وهل
طويتُ قصةَ حبٍ غيرِ مُكتمِل
///
بل، إنَّها سُنَّةُ الأيامِ قد سلفت
تُعيدُ سيرتَها الأولى من الأزلِ
///
هذي عُمانُ، ولي في كلِّ ناحيةٍ
حكايةٌ ترتوي من روضِها الخضِلِ
///
انا الذي سار شعري في منابِرِها
عتَّقتُ قافيتي لِدانةِ الدول
///
غنيتُ أعيادَها جذلانَ منتشيًا
شاركتُ أشجانَها بالحادثِ الجَلَلِ
///
وقفتُ أنثرُ شوقي في مواكبها
يُلوّنُ الشعرَ في غُزلانها غزلي
///
تغفو على وشوشاتِ القلبِ أنجمُها
وتستفيقُ لياليها على قُبَلي
///
حتى ارتوى عطشُ الأوراقِ من قلمي
ذابت محاسنُها في دفتري الثَمِل
///
مجنونُ عشقٍ انا، ليلاي قد هجرتْ
وخلَّفت عهدَ صفوٍ غيرَ منفَصِلِ
///
أسكنتُها في حنايا الروحِ سيدةً
تنهى وتأمرُ في خوفي وفي جَذلي
///
عشقتُ كلَّ جُزيئاتِ الجمالِ بها
“من أخمصِ البحرِ حتى مفرقِ الجبل”
///
غنَّيتُها في فمي لحنًا على وترٍ
أجريتُها في دمي وحيًا ولم أزلِ
///
قطفتُ من جنةِ الدنيا أزاهرَها
جَنيتُ من راحتيها رائقَ العسلِ
///
تكفي عمانَ مُباهاةً ومنزِلةً
هديةٌ من وصايا خاتَم الرسلِ
///
لو أن أهل عمان جئتَ ساحتَهم
لَعُدتَ مُكتسيًا كرائمَ الحُلَـل
يا أختَ عمَّانَ يا شوقي لضمَّتِها
يا مُستباحَ الهوى في الأعيُنِ النُجُل
///
إذا رحلتُ فإني غائبٌ جسدًا
قلبي هنا، في دياري، غيرُ مُرتَحِلِ
///
تحيا على أملِ اللقيا جوارحُنا
“ما أضيقَ العيشَ لولا فسحةُ الأملِ”