من يندب أهل القفر.. مرثية الكائنات الهشة
حمود ولد سليمان | غيم الصحراء – موريتانيا
علي ربوة عالية كانت
ظلال العابرين في صمت تتري خلف المدي
وعلي مرمي خمسة امتار قريبا من
الراحلين عن انواكشوط
من أهل القفر
الذاهبين عن الفرح من القفر
إلي القبر
كانت غيمة عابرة ترفرف في السماء
وعلي إثرها يسيل الشفق أحمرارا
وطائر غريب يضم جناحيه ويهبط
حيث
شواهد القبور البيضاء عالية تلامس السماء
والمساء يغرق في لجة العدم
و الموت يقف فاغرا فاه
قبور هنا وقبور هاهنا وقبور هناك
وعلي الربوة شجيرات خضراء
من شحوب الموت يلوذ بها الموتي
أكثر من قبر
في القفر
من يندب اهل القفر في هذا المساء ؟
ايها الطائر الأسود
أكثر من قلب
يا حارس المقبرة
من يواري التراب ؟
اكثر من قلب
واكثر من قبر
في القفر
من يندب أهل القفر في هذا المساء ؟
يا إلهي
الاغنياء والفقراء
والحالمون
والمعذبون والمشردون كلهم هاهنا
في سرير كلكامش يتمددون
من جرح بروثيوس ينهضون
أكثر من قبر
في القفر
من يندب أهل القفر
في هذا المساء ؟!
_______
مساءا وكنت علي أهبة السفر إلي أرخبيل العزلة شاءت الأقدار أن أمر في طريقي بمقبرة عرفات الكبيرة/ انواكشوط ووقفت هنيهة أتامل التلة وشواهد القبور البيضاء. وتذكرت الراحلين. وبدت لي انواكشوط البائسة قفرا وشعرت بالإحساس بالموت وراودتني الذكري يوم نجوت من الموت في تمبكتو …في لحظة إحساس وجودي كتبت هذه الكلمات ثم عدلتها بعد ذالك