اللياقة النفسية: كقدرة واتجاه Mental Fitness as an ability and attitude
أ.د. محمد السعيد أبو حلاوة| أستاذ الصحة النفسية المشارك، كلية التربية، جامعة دمنهور
تتوزع التعريفات التي صيغت لمفهوم “اللياقة النفسية Mental Fitness” على محورين أساسيين يمكن تناولهما بإيجاز شديد على النحو التالي:
المحور الأول- اللياقة النفسية كقدرةMental Fitness as an ability:
وينظر إلى اللياقة النفسية بموجب هذا التصور على أنها “قدرة الشخص على التوافق مع ومجابها متاعب الحياة وظروفها العصيبة ومشاقها وشدائدها ومحنها برشاقة واقتدار، فضلاً عن الوفاء بالمتطلبات النفسية للحياة اليومية وأداء مهام وأنشطة الحياة بيسر وتلقائية بدون إعياء أو نصب أو إضرار بصحة العقل أو الجسد”.
ويتضمن هذا التعريف المهام النفسية الضرورية أو المركزية في الحياة اليومية مثل: التخطيط/التنظيم، إدارة الانفعالات والمشاعر، التعامل الإيجابي مع الآخرين، التواصل الفعال، القراء/الكتابة/التذكر، الترحال، وإدارة الاندفاعات، ومع ذلك تتضمن اللياقة النفسية بهذا التصور أيضًا ذلك الاقتدار الشخصي الممكن للإنسان من التعامل مع المطالب النفسية المعقدة التي تتطلب أداءً فائقًا في سياق الحياة اليومية خاصة التعلم والدراسة والتنافس.
المحور الثاني- اللياقة النفسية كاتجاهMental Fitness as an attitude:
يؤسس التعريف الثاني للياقة النفسية على فكرة أنها عبارة عن “اتجاه نفسي”، أو “مدخل وأسلوب للإنسان في الحياة” تتحقق به بعض ملامح طيب الحياة النفسية psychological wellbeing، وتعبر اللياقة النفسية تبعًا لهذا المدخل عن ما يعرف بالإطار المرجعي الشخصي الذي يمكننا من فهم ما نستطيع فعله أو القيام به كأفراد لتأسيس حياة سعيدة وأكثر إثمارًا وإنجازًا.
وبغض النظر عن التعريف الذي ترتضيه للياقة النفسية، من الآمن القول أن استقصاء اللياقة النفسية والكشف عنها ربما يتطلب تعيين مجموعة نوعية من المهارات التي يمكن تعلمها وتطبيقها بما يفضي إلى التأثير الإيجابي على طيب حياتك على المستوى المعرفي والانفعالي والنفسي بصفة عامة.
وقد يكون من الملائم في هذا السياق الاستفسار عن الخصائص التي تميز ذوي المستوى المرتفع من اللياقة النفسية فيما يتعلق بأفكارهم، اعتقاداتهم، مشاعرهم، وسلوكهم،، وربما من الجائز الإشارة إلى البعض منها على النحو التالي:
- الإبحار في الحياة بالتدثر باعتقادات ما يعرف “الذهنية القابلة للنماء Growth Mindsetوفقًا لتصورات كارول دويك، يقينًا بأن الارتقاء في الحياة إثمارًا وإنجازًا دالة لاستثمار القدرة × الجهد × السياق.
- الإبحار في الحياة باعتقادات ذهنية “التعلم للتمكن” Mastery learning Mindset فيما يعبر عنه بالتعلم من أجل التميز أو التعلم الفائق الذي يتجاوز حدود محكات النجاح التقليدية التي تجر الشخص باتجاه مجاراة التوسط والسائد والمألوف.
- الرشاقة أو البراعة المعرفية Cognitive agility كما يستدل عليها باتساع الأفق وتعدد المنظور وتعددية الرؤية والانفتاح العقلي والدهاء الإيجابي أو الحصافة الإيجابية Positive Sagacity .
- التوجه الذهني القائم على التجديدية Innovativeness Oriented Mentality أو الابتكارية الأصيلة Authentic Innovation والتي يتجاوزون بها الإقامة الجبرية في الماضي أو الدوران في فلكه أو الغرق في الحاضر بندرة إمكانياته وعطاءاته أو الانسياب الواهم في مستقبل غامض غير محدد الملامح.
راجع:
ا.د.محمد السعيد…..عاشت يديك على هذه المقالات الدقيقة المعنى المريحة القراءة لسهولة ويسر تسلسل عرضها وانتقالها إلى ذهني كقارئة بوركت ووفقك الله دائما….تحياتي