سنبتدر الشهيق
طارق المأمون محمد | السودان
إنما الأشعارُ ناقوسٌ على شفةِ الطريقْ
مِن حَكايا نَقرهِ تَتواثبُ الأفكارُ بين يدٍ تدقُّ
و سابقاتٍ بالذنوبِ على دروبِ العُمرِ
و الآهِ التي انبجستْ كحَرّى دمعةٍ سكنتْ بأنفاسِ الحريقْ
و كَكُلِ عابرةٍ تنامُ على رصيفٍ لمْ تُعبّدْهُ الخَطايا
مثلما قدْ عَبّدَتْ أفكارَنا تلك الرُؤى
جَلستْ تُحادِثني
وَ عَيناها تدوسُ على أصابِعِ فِتنةٍ لَعقتْ حَلاوَتها
عُيونُ الأُمنياتْ
بِغدٍ تُداعِبُهُ الحَوادثُ مِن زمانِ الأحجياتْ
وَ رفيقُ عُمرٍ ينتظرْ
وَ نعيقُ أرتالٍ مِنَ الشعراءِ في لغةِ النقيقْ
وَ الكُلُّ فيهم حاملٌ أغلالَهُ بيدٍ
وَ بالأخرى مَزاميرٌ يُعَمِّرُها الخيالُ
و غدُ الخيالِ فَصيحةٌ أوتارُهُ مِثلُ البريقْ
وَ الصاحبُ المُختالُ بالبشْرى
ينُوءُ بِحملِ شاردةٍ يُؤنبُها الضميرْ
فَتنتشي كُلُّ المسافاتِ التي قدْ راودتنا قَبْلَها
وَ يَعودُ يَغمِزُنا بِعيني مّكْرِه الزرقاءَ كالماءِ النميرْ
فَلا تعودُ الى النعيقْ
وَ بعجزِ قافيةٍ عَلى رَمقِ الحياةِ تَجمدتْ أطرافُها
لَكنها مِن ظَهرها يَتساقطُ الأمَلُ المُخيفْ
وَ بعضُ أنواءِ الخريفْ
وَ بعضُ نزْواتٍ تُغازلُ أعيناً وَسْنَى
كَما هِي غازلَتْ أذناً بِأحْداقِ الحَفيفْ
فَتعودُ تَقرعُنا نَواقيسُ الخَيالِ
لِأننا الشُّعراءُ يا ناقوسُ يَقتلُنا زَفيرُ الفِكرةِ الخُنثَى
سَنَبتدِرُ الشهيقْ.