لو أن قارئا أعمى..!!

محمد عبد الباقي – مصر

أرادني أحد الأفاضل أن أكتب ؛ فتهيبت ذلك جدا واستصعبته ؛ ذلك أن للكتابة أدوات لست أملكها ولها رجالها وأنى لمثلى أن يبلغ معشار ما بلغوا من بيان سامق وأسلوب قشيب وحجة رصينة، وفيم أكتب  و(هل غادر الشعراء من متردم…!!)
قال قد قرأت كثيرا ولقد بدأ هؤلاء الكبار كذلك فلتكن لك بداية…
…………………..
الحق أقول أنى كنت ولم أزل شغوفا بالكتاب أحسن معاملته جدا وأبادله اصطفاء صادقا رفيعا.. ولقد رأيتنى أقطع مسافات طوالا لأجد كتابا – ولى فى ذلك طرائف كثيرة قد يأتى وقت ذكرها لكن (كيف أكتبها..!! )..؛
أقول لما منّ الله على بهكذا هواية طاغية ملكت علي شرودى وتمكنت من قلبى جدا، وجدتنى لا أتغيا من دهرى غير كتاب صدوق وقلم رصاص وهوامش سمحة فأحيا حياة غير التى نعرف وأصادف أفكارا غير التى نصادف.. حتي أتى علي يوم تخيلت فيه أن ( الجنة ما هى إلا مكتبة ضخمة..!! )
حينها استقللت الأعمار جدا وكلما اقتنيت كتابا تساءلت إن كان يمهلنى الدهر حتى أستمتع بهكذا كنز قلما يعرف قدره صائغ.
قد راودنى هكذا تساؤل حين غصت بين درر كتاب دلائل الإعجاز لعبدالقاهر بتحقيق شيخ العربية يرحمه الله .
ثم كان ما كان من حديث السنين ودون أن أتنبه تراكمت الكتب الأثيرة بعنواناتها العريقة، فتمكنت لدي ملكة النقد كثيرا فصرت أنتقى من بينها أفضلها وأنا قابع فى صومعتى بين عديد الكتب ومئين الأفكار.. بيد أن غالب من قرأتهم أبهرنى سموهم كنابغة العصر مصطفى صادق الرافعى وشيخ العربية محمود شاكر ومحمود الطناحي وعلي الطنطاوي وكرد على وفريد وجدى ورجب البيومى وسيد أحمد صقر وأنور الجندى ومحمد عمارة والخضر حسين وجوزيه ساراماجو وكويتزى وأورويل وماركيز وثورو وثرفانتس وجورج إليوت وسلفيا بلاث وفليب رث – مثلا… .
أضف إلى هيبة هؤلاء – عيون القراء – وما تحمله من ترقب وما يعقبه من ابتسامة خبيثة ساخرة كنت فى غني عن تحمل آلامها لولا مغامرة إمساك القلم (فلو كان للكتب عيون مترقبة  لما عدها أمير الشعر “خير جليس”.) ؛ لكنها كاتمة للسر ، متغاضية عن الزلل ، متعامية عن مواطن الخجل متفهمة لحظات الشرود..؛
فهاتْ لى أيها الفاضل قارئا “أعمى” و”ستجدنى إن شاء الله كاتبا ولا أعصى لك أمرا..” .
ولولا خشية الإملال لأطلت المقال… .

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. بارككم الله فى علاه ووفقككم لما يحب ويرضى وارضاكم حتى ترضو واسعدكم وجعلكم من المقبولين في الدنيا والآخرة ومعاليكم ونعم الإنسان ونعم الأدب ونعم الاخلاق فو الله الذى لأ إله إلا هو انك ونعم الاخ ونعم الصديق وصدقت فيما قلت بارككم الله

  2. ما أبدع قلمك صديقي الأريب بل الأديب وما أحوج الأدب لمن تأدب بأدب عظماء الأدب فى زمن يعوزه زوي الأدب بالله و تالله و أيم الله لا تحرمنا من جود قلمك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى