آه يا “بغداد “

مختار إسماعيل بكير | مصر
يا رفيقي إن للعشاق حاله
كلما ترتاح تغريك استماله
///
هو ذا الحب والبعيد قريبٌ
والقريب معذبٌ لو أقاله
///
كلنا لو صفى المحب حبيبٌ
عابرون الليل إن أرخى ظلاله
///
نبتغي ليلى ومَنْ تبتغيه
أمسك الدنيا فآذنت احتلاله
///
آه يا ” بغداد ” يا أحلى وجودٍ
قد شربنا حبها حتى الثُماله
///
آه يا ” الزوراء” كم ناطحتِ مجداً
كان يركض خلف ظلك في بساله
///
من رحيق ” الكرخ” في وجه “الرصافة”
أرسل المبعوث ” دجلة ” بالرسالة
///
” هو ذا الماء حياةٌ فاحفظوه
واحفظوا ” بغداد ” من بطش الحثاله”
///
كاتب التاريخ فلتتلو علينا
من رحيق المجد ما نبغ وصاله
///
تلك بغداد ومن لا يبتغيها ؟!!!
إنها للشعر والشعراء حاله
///
إنه التاريخ محفوظٌ لديها
وبهاء الوجه تكسوه الجلاله
///
والسما فيها بلا أدنى شبيهٍ
والنجوم تصوغ حول البدر هاله
///
شمسها نورٌ ودفءٌ في جمالٍ
أبهر الدنيا إذا وصفت جماله
///
والسحاب المارُّ بالخيرات يجري
أينما نرجوه يعطينا مشاله
///
والثرى نلقاه في وجه الثريا
يزرع الخيرات لا نخشَ زواله
///
والرجال الراسخون كما الجبال
لا انكسار ولا خنوع ولا ضلاله
قبلة الشعراء يا ” بغداد” أنتِ
هل يُرى للشعر بعدك من مقاله؟!
///
درة العشاق ، ينبوع الجمال
لاح منك المجد مرتدياً عقاله
///
تذهب الروح إلى بغداد شوقاً
يستقر الوجد ملتحفاً جماله
///
ما كتبتُ الشعر إن لم ترضِ عنه
صارت الأشعار بعدك جدُّ عاله
///
غبتِ يا وجه العروبة ، أين أنتِ؟
هل أتى الحجاج يفعل ما بدا له؟
///
أين أثار القصور الشاهدات
أن تاريخ الوجود رمى دلاله
///
أحرقوها ، أحرقوا التاريخ عمداً
أرضعونا القهر في كأس النذالة
يا سليل العز يا شرف المعالي
ذلك المغرور قد ألقى خَبَاله
///
حول أعناق الكرامة ، “يوم نحري”
قد تهاوى المجد مستبقًا زواله
///
يا عراق الخير كم يقسو علينا
أن يسير الركب لا يلق رجاله
///
أن نرى بغداد في أنقاض مجدٍ
ولواء الشر في زي الأصاله !
///
يقتفي المحتل آثار النساء
ويدوس العرض ، هل نخشى نزاله؟!
///
غابت الآساد قهراً يا رفيقي
وكلاب الأرض تسقينا النذالة
///
ذلَّت الأقدام مذ هانت علينا
قبلة الأشراف “بغداد” الأصاله
///
مذ رميناها بسهم الغدر جهراً
وأنزوى التاريخ لا نبغِ كماله
///
يا ثرى بغداد لا تعتب علينا
هل يداري الجوع من أفنى غِلاله؟
///
كم نرى الصياد يغتال الأماني
وأتلاف الشر قد ألقى حباله
///
أيها التاريخ أوجعنا البكاء
كسَّر السيفُ العتيقُ هنا نصاله
///
أيها العربي كم بيعت بلادٌ
فنراك الإن أدمنت الضلاله
///
لا تريد الشمس أن تهفو إلينا
وجمال البدر لا يلقَ كماله
///
أيها العربي في بغداد حبٌ
لو بوزن الأرض لاختلت قُباله
///
يا صباح الخير ما لليل طولٌ
سوف يأتي الصبح مرتدياً جماله
///
يا فرات المجد فلتغسل وجوهاً
لا نراها الآن في ثوب الجلاله
///
ولنوحد فُرقة الشيطان فينا
وليُعِدُّ المجدُ يا بغداد حاله
///
ولتكن ” الله أكبر ” يا بلادي
فوق بيتٍ نقتفي جمعاً هلاله
///
فلنوحد كل بيتٍ للصلاة
ولينادي البيت مسروراً “بلاله”
///
إنني يا قرة العينين حِبٌ
يحمل التاريخ يستجدي كماله
///
فاقبليني رغم كل التعتعات
شاعراً بالحب يحملها الرسالة
///
إنها بغداد فوق الكون تعلو
والوجود الحي ، هل نخشى زواله؟!
///
ما وفيتكِ يا حبيبة قيد حرف
بيد أني قد وصفتك في عُجاله