أطروحات خالدة
موزة المعمرية | كاتبة من سلطنة عمان
ما هو الخلود؟ وما هي ماهيته؟
سؤال يتردد على مسامع البعض ويفوح من أفواه البعض الآخر, بطبيعة الحال نحن هنا لا نتحدث عن الخلود البشري أو خلود أي شيء على هذا الوجود, فالكون بأسره فانٍ ونحن نعلم ذلك علماً مُطلقاً, ولكن هناك بالفعل بعض الأمور التي تحدث في مُحيط وسطنا المُعاش وتؤكد على خلود تلك الأمور ألا وهي…
أن تصنع من روحك منبعًا للطيب وتنسلخ من تلك النطفة السوداء هو خلود, أن تُساعد غيرك وأنت قادر على فعل ذلك فهو خلود, أن تمتلك علم, معرفة, ثقافة, وتُشاركها مع غيرك للإطلاع والمشاركة وبث روح التعاون فهو خلود, أن تزرع أملاً, تصنع أملاً, تمنح أملاً لغيرك هو خلود, أن تُسعد غيرك ولو بكلمة طيبة هو خلود, أن تصنع السلام وسط حروب الأطماع البشرية هو خلود, أن تخلق الجمال حولك وسط كومة القُبح خلود, أن تُسهم في تحقيق حُلم غيرك بعدما كان مستحيل التحقق من وجهة نظره المكسورة فهو خلود, أن تكون أنت نغم أطروحة وتضمها ضمن مجموعة أطروحات غيرك فهو خلود أبدي في تلك الفردوس الأبدية اليانعة, الأطروحات كالعَظمات الربانية المُترسخة في الذات البشرية وغيرها ولكن؛ هي أعظم في الذات البشرية, عندما ينتج أيًا منا نتاج أدبي, أو علمي, أو فني فإننا وباختلاف نظراتنا التعددية له تصبح آرائنا مختلفة ما بين مؤيد ورافض, وإيجابي وسلبي, وجميل وما دون ذلك, ليس علينا أن نكون أطروحة تُعجب الغير, ولكن علينا أن نكون أطروحة تُعجب الله وحده, أطروحة تكون خالدة كخلود الروح وليست فانية كفناء الجسد ووقته الإفتراضي له, ليس الخير في العظمة, بل العظمة الحقيقية في الخير, والخير هو الشيء الوحيد الذي يقودنا للخلود عبر التاريخ.
أما أنا فأطروحتي الخالدة هي عبرك أنت وعبر نظرتك القارئة لما خط حبر فكري البسيط.
والآن سؤالي لك: هل تراني أطروحة خالدة؟