دمعة.. قصص في زمن الكورونا
صلاح عويسات | فلسطين
قال الولد ﻷبيه ذلك اﻷديب الكبير- الذي يسعل بشده،ويشعر بضيق التنفس، ويكب على قصة يقرؤها ،تقطعه نوبات من السعال والعطاس،فيسحب المحارم الورقية من علبة بجانب سريره، فيمسح بها فاه وأنفه، ثم يمسح نظارتيه من رذاذ وضباب ألم بهما- يا أبت أليس حري بك في عمرك هذا ووضعك الذي أنت فيه أن تقرأ كتابا ،لك فيه بكل حرف حسنه إلى سبعمائة ضعف،تتقرب به إلى ربك ويرضى عنك، وتقر عينك ويطمئن قلبك؟ أجابه بحدة: إليك عني … ثم عاد فناداه جبرا لخاطره قائلا: معذرة يا بني لقد أصبحت عصبي المزاج ،إئتني بالقرآن،فتحه فوقع نظره أول ما وقع على آية شعر أنها تخاطبه هو شخصيا ” ألم يئن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق..” أخذته قشعريرة ونزلت دمعة حارة على خده وتمتم في نفسه نعم لقد آن، نعم لقد آن.