وفاء

زيد الطهراوي | الأردن

ينبض في حياتك كالقلب في جوفك، ويشتاق وتشتاقن، ليس عادة أن تراه ويراك، ولكنها هبة من الله أن تألف وتؤلف، وهذه الهبة تمنحك محبة الله.

فسبحان مَن عبادتُه توفيق منه وثوابه على العبادة توفيق وفضل منه؛ فالألفة مريحة ولكن الفراق هو كاجتثاث قطعة من الروح، وما من سبيل إلى الثبات إلا بالتسليم لله واهب الحياة والموت، وسخاؤك بالتعبير عن ألم الفراق ليس ضعفا.

هو رحمة اتسع لها قلبك وإن كان البكاء ضعفا فهو الضعف السامي الذي يخفي تحته وفاءك والوفاء هو أعظم مظاهر القوة، وقد لا يستوعب مصابك الناس فيكتسحون عالمك بعنف يريدون أن يضعوا أمامك البديل عن رفيق عمرك ولكنهم بذلك يظلمونك ويظلمون البديل فلن يستطيع أحد أن يعيد الأيام والليالي التي نسجها رفيقك الراحل معك بتفاصيلها الدقيقة الواضحة والتي أثمرت بساطاً فيه الزركشات ومن معانيها جبر الخواطر وفيه الخيوط المتينة ومن معانيها الثقة المتبادلة؛ أن يغيب الرفيق من أمامك بعد أن كان ملتصقا بالرموش ؛ أمر لا يستوعب حقيقته إلا أنت.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى