هُروبُكِ غَيْرُ مُجْدٍ مِنْ حَياتِي
عبد الصمد الصغير | تطوان – المغرب
هُروبُكِ .. غَيْرُ مُجْدٍ مِنْ حَياتي
إِلَيْكِ وَ مِنْكِ قَدْ هَرَعَتْ صِفاتي
///
عَلى أَيْمـانِها نَطَقَتْ حُـروفِي
عَظيماتِ الْمَواهِبِ .. مُلْهِـماتِ
///
وَقَفْتُ بِحالِكِ الرَّاثِي لِحـالِي
أُناجي في الرَّغائِبِ عابِراتِ
///
دُموعِي حَيْثُما ثَقُلَتْ بِجَفْنِي
لَها سَكَبَتْ عُيُوني الْحارِقاتِ
///
وَ قَلْبي عِنْدَ مَنْ هَرَبَتْ بِسَهْمي
وَ نَبْضي مِنْ قَصائِدَ خالِداتِ
///
هَرَبْتِ بِضَوْءِ عُمْري في ظَلامٍ
يُنيرُهُ …. مُهْتَدٍ بِالْبَيِّناتِ
///
لَقَدْ أَهْمَلْتُ في نَبْضي دَلِيلاً
لآياتِ الْمَحاسِنِ … نَيِّراتِ
///
وَ قَدْ أَلْقَيْتُ في نَسْلي عُهوداً
غَليظاتِ الْمَواثِقِ .. مُلْزِماتِ
///
عُيوني مِنْكِ ما شَبِعَتْ وَحُلْمي
بِأَرْضِ هَواكِ يَبْني الْمُعْجِزاتِ
///
وَ لَسْتُ أَرى بِعَدلٍ حينَ أَشْكو
وَ لَسْتُ أَرى سِوى بَثِّي وَ ذاتِي
///
وَ لَمَّا جاءَني يَقْظانُ حُلْماً
أَفَقْتُ عَلى الرّجا في كُلِّ ذاتِي
///
فَعَيْشُكِ .. ناقِصٌ دُوني مَذاقاً
هُرُوبُكِ غَيْرُ مُجْدٍ مِنْ حَياتي
///
وَحَسْبُكِ … إِذْ تُحِسِّينَ اللَّيالي
كَأحْلامٍ … تَعيشُ بِلا رِئـاتِ
///
دُموعُكِ مِنْ قَذائِفَ مُرْسَلاتٍ
عُيونُكِ .. في أَساوِرَ ذاهِلاتِ
///
دَمي .. يَسْتَفْتِهِنَّ عَلى وِصالٍ
وَ هُنَّ الْمُشْتَهى .. في كُلِّ آتِ
///
وَ أَوْصافِي تَظَلُّ عَلى حُروفٍ
وَ عَيْني .. في جِنانٍ طَيِّباتِ
///
سَتُُشْرِقُ فيكِ أَحْلامِي وُجوداً
بِوِلْدانٍ .. وَ أَعْظَمِ عائٍلاتِ
///
وَ تُزْهِرُ فيكِ أَلْواني رَبيعاً
وَ جَنَّاتٍ .. بِنَبْضِكِ خالِداتِ
///
سَأُظْهِرُ كُلَّ ما فيكِ ارْتِغاباً
مَفاتِنَ … لِلْمَناظِرِ مٌنْسِياتِ
///
وَأعْرِفُ كَيْفَ أُفْتي مِنْ فُـؤادي
لِأُبْعِدَ عَنْكِ .. كُلَّ التُّـرَّهاتِ
///
وَ أَعْرِفُ كَيْفَ أَبْني في يَقينِي
لِأُنْشِدَ فيكِ ، شِعْرَ الْمَلْحَماتِ
///
وَقَفْتُ بِمالِكٍ أَجَلي .. مُطيعاً
وَ سَيْراً بِالْهَوى وَ الْخافِقاتِ
///
صَنَعْتُ بِمَغْرِبٍ وَطَني شُرُوقاً
أُصولُهُ ، في السَّماءِ مُعَلَّقاتِ
///
وَ عُدْتُ لِسارِقٍ شَجَني وَ عُمْراً
وَ فيهِ وَ مِنْهُ قَدْ هَرَبَتْ حَياتِي
///
أَقَمْتُ لِمالِكٍ قَلْبي .. مَزاراً
وَ قَصْراً لِلْهَوى وَ الْمَلْحَماتِ
///
عَبَرْتِ لِوَهْلَةٍ .. فيها شُهورٌ
بِنَبْضٍ …. فيهِ تَيَّارُ الْحَياةِ
///
أَمُلْهِمَةَ الْقَصيدِ .. بِلا خَليلٍ
وَ مُطْلِقَةَ الذُّكورِ عَلى الْبَناتِ
///
وَ واضِعَةَ الشُّعورِ عَلى بُحورٍ
بِأحْمالٍ وَ صِدْقٍ في الصِّفاتِ
///
سَيَسْلُكُ حُلْمُنا وَقْتاً عَصيباً
وَ يَهْرَقُ بَحْرُنا في الْمَظْلَماتِ
///
وَ يَهْبِطُ دَمْعُنا سَطْراً حَزيناً
بَبُثُّهُ .. مَنْ رَمَى بِالْمُحْصَناتِ
///
أَراكِ .. أَميرةً لِبَناتِ فِكْري
وَ هُنَّ يَصِرْنَ بي كَالسّابِحاتِ
///
فَحُبُّكِ .. مُسْتَباحٌ فيهِ عُمْري
وَ نَبْضُكِ ساحَ كَالْماءِ الْفُراتِ
///
تَقَدَّمْ يا فُؤادي … كُنْ أَمامِي
وَكُنْ لي مُخْلِصاً كُنْ لي صِفاتِي
…………..
القصيدة على بحر الوافر و تفعيلاته: مفاعلتن مفاعلتن فعولن