الوقت.. لاشيء آخر…

وفاء صالح | اليمن

أضع الوقت على طاولتي وكوكتيلاً من الفصول النزقة،

أتجاهل جمود تشرين ودموية الجلاد.

كل عبث يستطيل..

أصابعي لا تحميني من سقوط السقف على رأسي،

آخر مرة زحفت فيها الحقول للظل تركتني جرداء لفترة طويلة.

أكثر ما أحتاجه الآن حمية عند: التدخين في رداءة الطقس،

الاصطدام بأعقاب البنادق، مطالعة اللاحرية في الصحف،

مشاهدة إجراءات الدفن، مواجهة صفارات الإنذار وعويلها المتواصل.

من المفترض تناول حبوب الإيمان مع الحمية..

الإحباط يتنازعني بين الإيمان القديم والمستحدث يشل مسار أفكاري القديم..

كان يستحم به الآباء والأجداد فلا تصيب رؤوسهم الدمامل ولا يظهر الموت على عتباتهم مبكراً،

كانوا يسقون به الأحلام فتزهر، ينقعون به الكوابيس فتذبل، بعكس المستحدث لا قدرة له على اشتقاق الألوان.

ربما عليَّ ألا أغرق في الغرابة، بدأ ذلك منذ أدخلوه في صناعة الهراوات، مايكروفونات السياسيين، منصات العدالة، خراطيم الغاز، حتى في خميرة الخبز وتقنين الهواء.. لم تعد الضمائر تصافح المارة، سقطت عن العناوين هويتها..

الإيمان صار مجهولاً يبحث عن أوراق ثبوتية. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى