قصيدةُ حُبّ إلى غزة

عبد الناصر صالح | طولكرم – فلسطين

تجيءُ القذائِفْ

وتمضي القذائِفْ

ولا أحدٌ في حرائقِ غزةَ خائِفْ

يقولُ أبٌ لابنهِ لا تصدّقْ

بأنّ المسيرةَ آلَتْ إلى الصمتِ

والموتُ زاحِفْ!!

فخذ ساعدي سيفكَ الأبديَّ

ورايةَ نصرِكَ في مهرجانِ العواصِفْ

ولا تَحْنِ رأسكَ للجوعِ

واسلكْ طريقَ النبيّينَ في الصبرِ

تسقط كلُّ المخاوِفْ .

وإن سَجَدَ الجمعُ للذلِّ

أنتَ على العهدِ واقِفْ.

فخذهم بسيفكَ ..

إنَّ المقاديرَ تأتي بدونِ عواطِفْ

ولا تنسَ ثأركَ

قد نَزفَ الفكرُ

والجرحُ نازفْ

إنه صوتُكَ الآنَ يعلو

فتسطعُ شَمْسُكَ في الأرضِ

ينتفضُ الرَّملُ والبحرُ

تَزهو المصاحِفْ.

فهذا زمانُ الرّجالِ المواقِفْ

وهذا زمانُ النّساءِ المواقِفْ

وهذا زمانُ الشّيوخِ المواقِفْ

وهذا زمانُ الصّغارِ المواقِفْ

………

تجيءُ القذائِفْ

وتمضي القذائِفْ

وغزةُ تاجُ العروبةِ

قال أخٌ لأخيهِ  المُحاصَرِ

إحْفَظْ  دمي شاهداً في الطريقِ إلى القدسِ

واكتبْ وصيّةَ زيتونةٍ

عاصَرَتْ حُلمَنا في الشَّتاتِ المُجازِفْ.

واقرعِ الطَّبلَ للحربِ

إنَّ ربيعَ العروبةِ يبدأُ من غزةَ الآنَ

يخضرُّ عودُ الحياةِ

ويُبْعثُ مجدٌ ، على الدّهرِ ، سالِفْ.

وتنهضُ كلُّ الطّوائِفْ.

هيَ القدسُ تنقشُ في صدرِ غزَّةَ ملحمةَ الإنتفاضةِ

والعشقُ جارِفْ.

لقد غادرَ الشُّعَراءُ القصائدَ

وانتبذَ الخُطَباءُ المعارِفْ

وغزةُ ، في حضرةِ الشّهداءِ ، سماويّةُ الرّوحِ

قلباً ..وبينَ الجوانحِ هاتف.

…….

تجيئُ القذائفْ

وتمضي القذائفْ

وجرحُ الأشقاءِ في غزةَ المجدِ راعِفْ.

يقولُ الدمُ العربيُّ المُراقُ :

هو البحرُ بحرُكَ

والرملُ رملُكَ

والذكرياتُ السوالِفْ.

وغزّةُ قاهرةُ الموتِ عنوانُ عِزّتِنا

تسقطُ الطفلةُ السّندسيّةُ والطفلُ مُلْتَحِمْينِ

فتولدُ عاصفةٌ تلوَ عاصِفْ.

والدمُ السائلُ ،  اليومَ، بالعِطرِ وارِفْ.

وغزةُ من دمِها سوفَ تأتي البشائِرُ

فاحذَرْ مبادرةَ العاجزينَ

التي تمنحُ القاتلَ “الشّهمَ” صَكَّ البراءةِ

واحذَرْ..

فأنتَ الذي بالدّهاليزِ عارِفْ.

يَصعدُ الشهداءُ

ويَرقدُ في حَوْمةِ الذُّل شمعُ المتاحِفْ.

فقاوِم

وقاوم

شهيداً

شهيداً

فلم يبقَ منْ سمكِ القرشِ إلا الزّعانِفْ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى