مقال

“شىء مني”.. سيمفونية فريدة لمريم هرموش لا يتوقف عزفها وصفاء نسقها

الكاتب م. عيسى بيومي | القاهرة

انتهيت مؤخرا من قراءة رواية “شئ مني” للكاتبة المرموقة “مريم هرموش”. وكعادتها فيما تكتب بمجرد أن تلج عالمها السحري لا يمكنك الفكاك منه حتى تضع هي نقطة النهاية وتسمح لك بالتحرر أو هذا ما تظنه، لأن ما غاص في نفسك من المعاني والمشاعر يظل يحوم في وعيك، فتستبدل الإسار بإسار دون مقاومة.
“وحدها الحقيقة بقدر ما تؤلمنا تحررنا من قيود زائفة من الخوف، تكبل بها أرواحنا، وتسلب منها الحياة.” وقد ذكرتني تلك الرواية بانفعالي حين أقرأ بلزاك.


ولم يتركني أثرها أثناء نومي أيضا. أفكر في “نغم” ويقظة ضميرها وما حثها عليه من أداء واجب لم يلزمها شئ به سوى نفسها الأبية، وكيف أن هذا السمو أعانها لتتخطى ما يحاجز مشاعرها نحو “منذر” فيصبح الحب الصادق جائزتها.
“نغم” تنتمي لعالمها الخاص التي لم تجفل أن تفرض نبله على واقعها مهما كان الخطر وكيفما هددتها آلام التضحية، وحتى المنطق الآمن طوعته لضميرها. فهنيئا لها سعادتها في رحلة للحياة لن تبخل عليها بالمزيد الذي يصقل روحها فتتناغم مع سيمفونية فريدة لا يتوقف عزفها وصفاء نسقها. وهذا ما أتمناه أيضا لكاتبتها. من أمتع ما قرأت في الآونة الأخيرة من أدب الرواية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى