ومضات الحنين
د. هاشمية الموسوية | سلطنة عمان
وَيَهلُّ شهرُكَ سيّدي والشوقُ
باقٍ قدْ توسّده الغيابْ
بحرٌ من الأحزانِ طاغٍ في
المآقي قربَ هاتيك القبابْ
ياأولّ الحُبّ المُسُجّى في شراييني
عظيمًا رغمَ زمجرة الصعابْ
فلتُصهلِ الأجراسُ جاءَ محرّمٌ
يحكي تفاصيل اليبابْ
وليصعدُ الحزنُ المُبجّلُ في ترانيمي على قممِ السحابْ
شهرٌ به قصصُ المنابر لوعةً
تُتْلى وقد نعقَ الغرابْ
في لحظةٍ ثكلى نعودُ دموعنا
غيثٌ وأحزانٌ مبعثرةٌ
تنوح وترتجي
ذِكْراً يُهـابْ
ذكرُ الحسين يعيشُ فينا
خالدًا ينسابُ
كالشهدِ المُذابْ
فَهُمُ الأساطين العظامُ
ودونهم هذا الوجود
يخوض في لغةِ السرابْ
وَهُمُ السلاطينُ الكرامُ عطاؤهم عَبَقٌ وفيضٌ من سماواتٍ رحابْ
ويعودُ شهرُكَ والمدى آياتُه ترنو لأنفاسِ الثوابْ
لمجالسِ الطهر المعتَّقِ في
بساتين ( الكساء)
وعندها نرجو
الجوابْ
في مصرعِ الأنوارِ
يارزءًا بدا في خافقي
ينمو ويفترشُ الترابْ
فتنفَّس الصبحُ المهيبُ
بشجوهِ وتحدَّر الدمعُ
البهيُّ كلُؤلُؤٍ نثرتْ قيودُ
بقائه تلك الركابْ
أحسينُ ياوهج الحياةِ
عبيرها المنثور
في وجع الزمانِ وكلّما
تاه الإيابْ
ومخاضُ حربٍ في
ميادين الهدى
عَلَمًا يُؤجّــجهُ الضِرابْ
هذا الفضاءُ يضيقُ
حَـدَّ الاغترابْ
والناقةُ العجفاءُ تروي
قصةَ الخدر المُهابْ
كونٌ فسيحٌ ضَمَّ هاتيك
المآسي
مُعلنًـا ذكرى
تسابيح الذهابْ
في اللوحِ يعلوُ شامخًـا صوتُ الحسينِ وزينبُ
والعترةُ الأطهار فيهم
حكمهم لا يُسترابْ
كجواهرٍ صُـفَّتْ على ورق الندى
وعلى جبينِ الغيم
نَظمٌ ثائرٌ
يبني محطات
الخطابْ
هيَ كربلاءُ مقاصدٌ للنور
يعتكفُ القصيدُ على مشارفها
ويرقى مُشرَئـبًّـا حين
يحتضن الصحابْ
هيَ كربلاءُ ملاذُنا
أبوابُ جنّتنا
طقوسُ عزائنا
نحيا بها فنخوضُ
في لغة الصوابْ
وعلى مدارات السماء
موائدٌ من نورها
يجتاحُ أوردتي
وقد عظُم المُصابْ
تزهو بكم ياسيدي حللُ الدُنا
شمسًا
فيشرقُ قرب أوطاني
الشهابْ
٢٤ ذي الحجة ١٤٤١ هـ