بيت الشعر في الشارقة يستضيف أحمد عبيد ومحمود صالح في المقهى الأدبي
الشارقة | خاص
استهل بيت الشعر في دائرة الثقافة في الشارقة صباح يوم الإثنين 15 مارس 2021 فعاليات اليوم العالمي للشعر بقراءات شعرية في المقهى الأدبي الذي افتتحه صاحب السمو حاكم الشارقة أثناء فعاليات الدورة 18 من مهرجان الشارقة للشعر العربي 2020 وشارك في هذه الفعالية كل من أحمد محمد عبيد من الإمارات ومحمود صالح من فلسطين بحضور سعادة عبدالله بن محمد العويس رئيس دائرة الثقافة، والأستاذ محمد القصير مدير إدارة الشؤون الثقافية، والشاعر محمد البريكي مدير بيت الشعر، وعدد من محبي الشعر والثقافة في جو التزم بالإجراءات التي فرضتها جائحة كورونا، وقدمها الشاعر نزار أبوناصر الذي قال في بداية التقديم: تحية طيبة من شارقة السلام والمحبة، شارقة سلطان، شارقة الأصالة والحضارة والإنسانية، نقدم لكم اليوم رسالة الشعر في هذه القراءات الشعرية المختارة من هذا المكان الجميل المقهى الثقافي والذي تم افتتاحه خلال مهرجان الشارقة للشعر العربي يناير 2019 مِن قبل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة.
افتتح القراءات الشاعر أحمد محمد عبيد الذي شدا بحديث البوح إلى الذات متخذاً من الغياب محوراً ترتكز عليه رؤية النص وهو يعبر بوجده “على باب المدينة” ومن قصيدة “حديث”:
تعاليْ فاقرئي ما فاض مني
وما أودعتُه بين الزوايا
وما قلنا من الأشعار لمّا
يهاديها الصباح إلى العشايا
وما فاضت لواعجُ غارقاتٌ
بقلبي حين قاربني صِبايا
وقد بقيت حروفٌ تائهاتٌ
تعود ولا تعود من الخفايا
وللوحشة والقلق الذي يرافق الشاعر ويجعل من التوجس زاداً لنصوصه، قرأ:
تركتِني خائفًا مستوحشُا قلِقا
هذا الغياب الذي يثري بيَ الأرقا
هذا الغياب فكيف الليل يحملني
إليكِ والدربُ داجٍ فائضٌ رهَقا
ألستِ من قال إن الليل موعدنا
حتى الصباح لنغوي بعدنا الطرقا!
وكيف والليل أضناني بأسئلةٍ
عن الغياب! فمثلي الليلُ قد عشقًا
ليختم بقصيدة عارض فيها قصيدة للشاعر جاسم الصحيح منها:
مدائني أُترعت بالواجدين وَهُمْ
ما بين مرتعِشٍ في جسمِ مُرتعِدِ
ومُدنفٍ سال مثل الماء،طهّرهُ
بوحُ الحقيقةُ مصلوبًا على وتَدِ
الفتنةُ البكرُ للأشواقِ تشملني
والشوق للشوق عنوانان في خلَدي
ولحظة الفتنة الأولى بها لهفٌ
إلى الحقيقةِ قالت:هاكَ يا ولدي
الشاعر محمود صالح استهل الفعالية بقوله: يحقُّ لصاحب السُّموّ الشيخ الدكتور سُلطان بن محمّد القاسميّ حفظه الله أن تكون أجملُ حوريّات الكلمات إماءَ سُلطانه، وهي التي جاوزت على أياديه البيضاء وقلبِه الطّاهر جوزاءَ الغايات الجماليَّةِ النبيلة وعظيمَ القِيَم الإنسانيّة وكريم َ المعاني السَّامية.
ثم طاف الشاعر الذي لازمه التغريد مع “السنونو” في هذه الفعالية ببوحه بين “شوق السنونو” و “سنونوة السراب” ليعلن عن حضوره الشعري الأنيق وهو يقول للقصيدة “آتٍ إليك” لأكون قريباً من الحصاد، ومن قصيدة “شوق السنونو” قرأ:
بـاللهِ يـا شـوقَ الـسّنـونـو شُـدَّنـي
بـجنـاحـكَ الـمحـمـوم كي أتـضوّعـا
لا ضـوءَ يُـمـطـرُنـي لأذبـحَـهُ عـلـى
كــفّ الـنّــوى وأطـيـرَ فـيـكَ مُـودِّعــا
صـنـوانِ شـعــري والـدّمـاءُ وكم أرى
مـن وجْـنـةٍ تـحـمــرُّ حــرفــًا أيـنـعــا
تـشدو الــطيـورُ على غُصـونٍ أُتْـرعَتْ
بـــالّليل فـي قـلبٍ يُــداري الأدمُــعـا
ليكمل حديثه مع الطير ويبثه وجده وأشواقه وهمومه التي بثها كذلك للمكان والزمان في حوارية شعرية منها:
من أيِّ أبوابِ الغيابِ سنلتقي ؟
وبأيِّ شاهدَةٍ سنرقى المنْبَـرا ؟
كم قُلتُ للطُّوفانِ تلكَ سفينتي
فامْدُدْ يديكَ إلى يدَيَّ .. لنعْبـُرا
فسَمعتُ سيِّدةَ الجهاتِ تقولُ لي:
أغلقْ عليكَ الكهْفَ كي تتحرَّرا
ومن “آتٍ إليط” إلى “قمح النوى” واصل تطوافه مع الحرف ليقول من قصيدة “آتٍ إليك”:
مَــدَّتْ أســـاورَهــــا الأنــواءُ فــــي صَــلَـــفٍ
والـفجرُ مُـحـتشِــدٌ في شُـرفــةِ الـغَــسقِ
قــصّــــوا جــوانـحَـــــهُ، فــــانــداحَ طـــائــــِرُهُ
وظــلَّــلَ الــكـــــونَ بــــالأنـــــــداءِ والأَلـــَـــقِ
وللمقــــــاصـــلِ إيقــــــــاعٌ علــــى دَمِـــنـــا
يُــرقّــِصُ الخَـلْــقَ، تـيّــاهــًا، علـى نـسَــقِ
في ختام القراءات الصباحية كرّم سعادة عبدالله العويس الشاعرين أحمد محمد عبيد ومحمود صالح ومقدم الفعالية الشاعر نزار أبوناصر.