مولودة الأمكنة الواسعة
المينا علي حسن | العراق
في هذا التاريخ بدأ مشوار الحياة التي وهبها الله لي أتيت في مثل هذا اليوم الإثنين فجراً، كنت مولودا متعبا لتلك العائلة، كلما اكبرُ عاماً جديد يبدأ الإضطراب الخوف القلق يداهمني وأقول لم يعد بالعمر متسع فأنا مولودة الأمكنة الواسعة ثمة مكتبة لم ألتهمها بعد ثمة أمكنة لم أعتليها بعد ثمة قصائد لم أكتبها بعد
في كل قصيدة أكتبها أقطع شوطاً من الحزن شوطاً من المشاعر الغامضة
عزمت أن أقدم التهنئة لنفسي مطولاً قبل شهر من هذا التاريخ كنت على سرير أنظر نحو سقف يا تُرى ماذا كانت تشعر أمي حين أنجبتني يا ترى من يُفكر بميلاد تلك الفتاة النحيلة يا ترى من يضج رأسه بنداء لي جلست أفكر طويلاً ثم نهضت أمام المرآة وكتبت أسماء الأشخاص الذين أود أن يكتبوا لي بحفل ميلادي بقلم أحمر الشفاه على تلك المرآة وحدهم أولئك الأشخاص يغطس صوتهم إلى أعماقي لا أعرف كيف تكون البداية وكيف تكتب المقدمات فالربيع لا يطرق المقدمات فهوَ حتى في شهره لا يكن ربيع يقلب من فصل لآخر في ذات اللحظة وأنا مثله تماماً وفي هذه المناسبة المنسية أقول..
لي اسمٌ معروف
ولي اسم تعرفه المرآة
لي لغة أتحدث بها
ولي لغة ينسى لساني التحدث بها
لي حبيبٌ يعشقه قلبي
ولي حبيب تعرفه الطرقات
لي تاريخ ميلاد انجبتني فيه امي
ولي تاريخ ميلاد في ميعاد عينيك
أردت القول ” حبيبي”
شعرت أن هذه الكلمة لم تعد
شخصية كما ينبغي فقد استعملها
أحدا قبلي مراراً
أردت القول ” أحبُكَ”
فقد تغنى بها مراهقي الحبّ
حتى أذرفوا هذا العشق المقدس
بمعارك الأنا
دعني أبتكر طرقاً للبوح
أشاجرك
أشتمُك
نضحك
نبكي
نحزن
ونسرق لحظات السعادة البلهاء لثوانٍ
ثم نطفئ شموع ميلادي.