من مجزرة أمس.. هنا غزة

د. إيهاب بسيسو | فلسطين


هناك لحظة بعينها.. لحظة تختطف نبضات القلب من صدرك، تلقيها أمامك بحدة على الجدران والأرض فتتناثر قطعاً من حزن وصراخ ولوعة وهيستيريا غضب..
أتدري ما هي هذه اللحظة؟ حدق جيداً في الصورة …
إنها تلك اللحظة الثقيلة، القاتمة، العميقة، الأشد وجعاً في تفاصيل الحرب، حين يتم فتح باب الثلاجة على المأساة الموجعة كالحقيقة، ويتم إخراج الجسد الغارق بالدم، من برودة مؤقتة كي تنطلق الجنازة …
الحرب، مفردات لا تقل قسوة عن فعل سقوط القذائف القاتل، إنها وقت ما قبل سقوط القذائف وحين تسقط القذائف، وما بعد سقوط القذائف …
لحظات عدة، تختزلها صورة واحدة، حين يتم فتح باب ثلاجة الموتى في المستشفى لتجد طفلاً يواصل النوم..
لا توقظوه، قبلوا جبينه واحفظوا ملامحه جيداً في قلوبكم واتركوه يكبر في الأبدية بسلام …
إنه طفلنا الشهيد …
من مجزرة أمس
هنا غزة …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى