أدب

أحلام طفل.. قصة قصيرة

بقلم: د. أحمد حسين عثمان

اقترض رجل ريفي بسيط كان يسكن في عمق الأرياف مبلغا من الأمال لا يتوازى مع دخله المتواضع؛ ليكون من سكان المدن، وقد اضطر إلى هذا الاقتراض بعدما باع قطعة الأرض الزراعية التي كانت تجني عليه ربحا وزادا في وقت واحد، وبعدما بنى ثلث المبنى ، سأله ابنه عن تلك الأرض التي كان يلهو فيها، ويجنى من مختلف الثمار أشهاها، أين ذهبت؟
فما كان رد الأب إلا أن أقنعه بأن بيت المدينة به حديقة ستطل ثمارها عليه ووهو في شرفة البيت المرتفع.
ومع تزايد الأسعار اضطر الأب أن يبيع حديقة المنزل الجديد؛ ليكمل البناء.
وانتقل الابن المحمل بوعود الأب التى تداعب خياله إلى المدينة، فوجد أن ثمة أطفالا غيره يلهون في الحديقة، وأن البيت لم تبن شرفته حتى الآن.. فنظر إلى والده نظرة لخصت كل المعاني الي ينسجها اللسان من بكرة الأفكار.. وقال بصوت ضعيف:لا أرض ولابيت، لا شجرة ولاشرفة… كم أشتاق لرائحة الطين في يدي،وآثاره الملطخة على وجهي!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى