أحبار المكيدة

شعر: سمر الغوطاني| سوريا
في الهحرة الأولى إليك
خرجت ألقى فرحي
وقصصت على النبض رؤياي
كنت حضورك أيها الغائب
إلا في نبضي
أعزف ماتبقى مني
لا الشمس باهت بدمع الخنين
عند الشروق
ولاصعّدت سماؤك قوس التمني
لا الجبال أوطت رأسها لحلمي
ولا الوهاد اشعلت عشبها
غالبني هواي
وغالبته إلى أن غدا طفلا أمامي
فقلت: خذ بيدي فنغدو صديقين
وعدني: (ألا تخنّي)
إن خرجتُ في يوم نحسي
كي ارغى ايامي
ببعض التمني
ولاتدعُ لموتي
فينهش قميصي غيُّ
ويطعمني للرمال
وها أنا يا ابن جلدتي
ها أنا في عهدة النفاق بين جمرتين
وهانحن بلا نبوءة
أو ديار
ننتظر ….
لا أحبة عند اللقاء
لا معجزة
ضاع الصواع
والمسافر عاد أدراجه
فاختبرت فيك صبري
وضاع اثنان منا
أنا وأنت
أنت الذي هو أنا
في سبر آهات القصب
لا مواويلك وقت حزني
ولا الحنطة الحمقاء أحيت قميصي
وفي زمن الغلال
علقم المسافات
أطبق عيني وعينك
بارد دمعك وميت رجائي
كافر من يرى ضوئي
ولا يبلّ ريقه
أما الذئاب ياصاحبي
بريئة من دمي
ولم تمسس إثم الضغينة
ولومزقوا أشلاء القصيدة
تراه من قام مصليا في معبدي؟!
من أقام معبدي؟!
من علقمي؟! …ومن ذاك
إليّ يمد جسرا للمسافة
غير أحبار المكيدة؟!!
لا يا صديقي
لا يا أنا.