مَعْرِفَةٌ عَتِمَة
موزة المعمرية | كاتبة عُمانية
“القدر دائما له مُجريات ربانية مُعينة, تحدث لنا وتُغير مجرى أحداث تاريخنا الحي”
تفاجأ العالم بظهور مرض سببه فيروس أطلقوا عليه اسم “فيروس كورونا, بدأ من الصين الشعبية, وانطلق يُعانق بلدان وأجساد عالمية متنوعة اللون, واللغة, والعادات, والتقاليد, والأديان, والصفات, لم يترك أحداً دون مُعانقته, مُواطن عادي, أم رئيس دولة, أم وزير, بطرفة عين أوجد نفسه في الأجساد الحية والميتة, وبطرفة عين غيَّر مجرى تاريخ, دُول, اقتصاد, حياة, عادات, سلوكيات, أرضخ جبروت دُول, وأعلى من شأن دُول أخرى لم تكن بالحسبان, وأثرى عقول الكُتَّاب, والأدباء, والشعراء للتحدث عنه, وكان من بين كل الأقلام التي ارتعشت به, قلمي الحُر.
“نحنُ لسنا بسُذَّج كي لا ندرك حقيقة الأمر, لا بل أدركه العالم بأسره, ولكن لماذا نُعوِّد أنفسنا وتقودنا سذاجتنا لشراء لقاح من آخرين نعلم بأنهم يقومون باللعب بنا كأحجار النرد والشطرنج, وبذلك نبقى في دوامة أفعواناتهم التي لن تتوقف عن الدوران بنا, لأنهم من يُحركونها لا نحن, ولأننا سمحنا لهم بتحريكنا بالأفعوانات حتى أُصبنا بالدوار وعجزنا حتى عن التحرك, فبقينا واقفون في ذات النقطة التي لن تحركنا ساكنين, أغلقوا أعينكم قليلاً وتخيلوا معي بأننا أصحاب القلم في هذه القصة التي لن تنتهي إلا بكتابتهم هم للنهاية, ماذا لو كُنا نحن المسيطرون؟
هل كنا سنخلق هذا الفيروس؟
هل كنا سنتسبب بدمار البشرية؟
هل لنا الحق أصلاً بفعل ذلك؟
لو كنا مكانهم هل كنا سنفعل ما فعلوا ويفعلون اليوم بالعالم؟
سؤال يستحق الإجابة بالفعل, من يستطيع أن يُجيب فليفعل.