أتذكرين

مروان عيّاش | سوريا

أتذكرين
ما أجمل الأمسيات
عنبٌ يسامرُ الزهر
أطفالٌ تزغرد لها عصافيرٌ وتراقصها رياحين
دروبٌ ترسمُ أحلامَ السهل
وصوت الماء البعيد
رقيةٌ يرتلها الليلُ كل المساء
أتذكرين
يومَ قالَ طفلٌ :
أريد أكون طفلا…
أتذكرين
حين صاح اليرموك من أنا
يومها ناحت لعينيك بغداد وفلسطين

على بابك درعا
تكسرت دمعتي
شظية قهر
وآخر أنفاس
على ترابك تبعثر قلبي
و قبري سهلٌ من أحزان
وسال ما تبقى مني كثلج الوديان
على بابك درعا
تُبت عن ذنبٍ
اقترفته أربعين عاماً
وكفرت بآراميتي
وعروبتي
وكل الافكار.

تحت أقدامك يا درعا
أصبح الموت أحجيةً
أطرق التاريخ خجلاً من دمك الضحاك
مآذن العمري ذبحت،
ترملت كنائسنا،
و ملاعب الصبيان أصبحت ثكنات
تزعم حارتنا خفافيش ،
شبيحة،
وفزاعات
تحت أقدامك يا درعا
أصبح الموت أحجية
ولغزاً حضارياً
تحت أقدامك يا درعا
أصبح الموت أحجية
ولغزاً بشعاً
ممسوخ النهايات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى