في محراب الأم
غسان حجاج | العراق
شجرٌ سماويٌّ ونهر جنانِ
في حضنها الاثنان يلتقيانِ
///
وكأنَّ ميناء الحياة فؤادها
ترسو عليه سفائن التحنانِ
///
في ظلها كلُّ العجائب لم تكن
بعجيبةٍ للانس او للجانِ
///
الغيم يرسم شرفةً للبرق من
وحي الامومة من سنا الألوانِ
///
وبلاغةُ الشعراء نبرة صوتها
لينام طفلٌ في فراش اغاني
///
في شيبها المخفيِّ تحت عباءةٍ
أسرابُ فجرٍ تحت أفق حنانِ
أوحتْ إلى الشجر المسافر في دمي
حتى يكون ربيعهُ الإنساني
///
الوجهةُ الأولى لرحلة آدمٍ
فهي السفيرُ الادميُّ الثاني
///
النخلةُ الفيحاءُ نخلةُ مريمٍ
وحنانها الرطب الجنيُّ الداني
///
القبلةُ العصماءُ ، مئذنةُ الرضا
والبرُّ صوت الربِّ في الآذان ِ
///
هي آخر الرهبان سبحة نبضها
نوحٌ يقود سفينةُ الطوفانِ
///
في مقلتيها الدمع بعدٌ آخرٌ
يحتلُّ كلَّ مساحةِ الوجدانِ
///
كلُّ المواويلِ القديمة نفحةٌ
بين ال( دللولِ) اشتهاء أماني
///
الأمهاتُ سنابلٌ ملأى و قبلَ
القحطِ هنَّ سنينهنَّ تفاني
///
أعمارهنَّ مشيبُ دهرٍ جاء من
تسبيحةٍ ذابتْ من العرفانِ
///
وشجونهنَّ سلالمٌ منسوجةٌ
من عالم الرؤيا صدى إيمانِ
///
مازلتُ ابحثُ في جهات المنتهى
وقد انتهى بحثي بلا عنوانِ
///
الله يعرفها فقط هي آيةٌ
محفوظةٌ في مقلةِ القرآنِ