سوالف حريم.. ثوب أمّي وستي
حلوة زحايكة | القدس العربية المحتلة
ثوب أمّي وستي محلّى بالتطريز اليدوي، فرغم الأشغال الكثيرة التي كانت تمارسها المرأة الشعبية، إلا أنّها كانت تجد الوقت الكافي لتطريز ثوبها الذي قد يستغرق شهورا. وهذا الثوب مكوّن من اثني عشر ذراعا من قماش”التّبيت” و”الحَبَر” وهو من ثلاث طيّات، حيث ترفعه المرأة الى وسطها، وتضع عليه الزّنّار أو “الحزام” ثم تطلقه ثانية، فيصبح لها جيب واسع، ويظهر وكأنّه من ثلاث طبقات، ويقمن بتطريز ثلاثة عروق على جانبي الثوب، وعلى محيطه السفلي “ذياله” وأيضا على صدره “القبّة” ولعروق التطريز تسميات مستمدة من البيئة المحلية، فهناك عرق “الحبش” حيث يطرزن صورة ديك الحبش، وهناك عرق” السّبل” يعني السّنبلة، وهناك عرق “الورد” وهكذا. وخيطان التطريز في غالبيتها حمراء، فهل كانت جدّاتنا يعرفن دلالات اللون الأحمر، أم أنّ ذلك كان يأتي عفو الخاطر، وأنا أجزم بأنّهن سبقن الأجيال الحالية التي تحتفل “بالفلانتاين” وغيره، ويرتدين الزّيّ الأحمر، لكن ثوب ستّي وأمّي هو الأجمل والأغلى والأثمن والأكثر تكلفة على بساطته، وحتى أيامنا هذه فان تكلفة الثوب المطرّز تعادل ثمن عشرات الفساتين، لكن إيّاكم وإياكنّ أن تفكروا بأنّ ثوب ستّي الذي وصفته هو زيّها الدّائم، بل هو ثوب المناسبات التي تخرج به من البيت لسبب ما، كالمشاركة في حفلة زواج، أو الذهاب الى المدينة أو زيارة الأهل والأصدقاء، أمّا ثوب البيت والعمل فكان عبارة عن ثوب أسود من طيّة واحدة ولا تطريز عليه.
ولا بدّ من التذكير هنا بأنّ عرض عروق التطريز يخضع لمواقف طبقية، فبنات ونساء شيوخ العشائر والميسورين كن يبالغن في التطريز، حتى أنّهن كنّ يطرزن محيط ثوبهن الحريري كاملا.