هَلْ يَقودُ العُكَّازَ الأعمى؟
الأب يوسف جزراوي | العراق – أمستردام (السويد)
فِي لَيْلٍ دامسٍ
جاءَني ضَرِيرٌ مُسِنٌّ
مِنْ تِلكَ الطرقاتِ المُوحَشةِ
وَوَقَفَ بَيْنَ شجرتَينِ
مُقيمًا فِي الثّلجِ
لَا يكفُّ عَنْ الّلهَاثِ!.
نظرتُ بِتَعَجَّبٍ لَا يَخْلُو
إِلَى مآقيهِ المُبْتَلّةِ بِ
وَإلَى حَدبَةِ ظَهْرهِ
دُونَ أنْ أْنْبِس بِبِنْتِ شَ
فَكَانَتِ المشَقَّةُ قَدْ أَ
بحيثُ أَضْحى
مِنِ الصّعبِ تَوَقَّعُ سِنِّ شَ
غَفْلَةً…سالَ دَمْعُهُ بِصَ
كَسَماءٍ بَكَتْ غَمّها!
كَأنَّ فِي صَمْتِهِ بَوْحًا
لَمْ يَحِنْ وقَتُهُ بَعد!!.
ربَّتُ عَلَى كَتِفهِ
وحدّثتهُ بصوتٍ مُشجِّعٍ
أوْدَعَتُ فِيهِ
كُلّ مَا فِي روحي مِنْ بَارِقِ
لا تَبكِ…
فإنّك تُبكي اللهَ مَعَكَ.
أجَابَني خَيْرَ جَوَابٍ:
هَذَا الهَرِمُ المُنْهَكُ
كَانَت لَهُ أَيَّامُ صبًا..
ثُمَّ تَرَجَّلَ مَشْيًا
إِلَى اِرْتَقَاءِ الْقِمّمِ
والقمَّةُ تشرِّعُ أبوابَ الآفا
وتتيحُ للسّائرِ استنشاقًا
مِنَ الْهَوَاءِ نَقِيُّهُ
ومَنْ ثُمَّ الهُيَام بِنشوةٍ
تكادُ تنفذُ إِلَى شَغافِ القلبِ..
رَحَلَ مثْلَ قَطْرَةِ نَدًى
سَكَبتها أَجْفَانُ الفَجْرِ
ثُمَّ جَفَّفها غَسَقُ اللَّيْ
تَسيرُ خَلفَهُ الأيّامُ
يُدَوِّنُ بِعُكّازهِ
آثارًا للدُّرُوبِ كَذِكرَى
والحالُ:
الرّجاءُ يولَدُ فِينَا
مِثْلَمَا العطرُ يُنْبِتُ
فِي جَوْفِ الزَّهْرَةِ
وَلَكِنْ
إن لَمْ يَكُنِ الإِنْسَانُ نَ
لَنْ يَكُونَ رُطَبًا
وإن لَمْ يَكُنْ سُنْبُلةً
لَنْ يَكُونَ خُبْزًا
وإن لَمْ يَكُنْ شَمعةً
لَنْ يَكُونَ نُورًا
وإن لَمْ يَكُنْ عُكّازًا
لَنْ يَكُونَ وَاحَةَ وُصُولٍ
لِمَنْ أَثْقَلَتِ الْحَيَاةُ خُ
وإن لَمْ يَكُنْ رحْلةً
لَنْ يَحْظَى بِنَشوةِ الْقِمّ