السياسة فن السفالة الأنيقة

أ.د. حنا عيسى | أستاذ القانون الدولي

لست سياسياً ولا أفهم في السياسة أكثر مما يفهم القرد بنظرية (داروين) التي هو محورها وجوهر مناقشتها.. فالثورة التي لا تديرها جماهير واعية تدعو إلى تغيير طريقة حياتها واقامة مجتمع تحرري إنساني لن تكون أكثر من أعمال عبثية تقود دفتها القنوات الفضائية ويقرر مصيرها رجال السياسة وراء الأبواب المغلقة.. لذلك، أنا أحزن عندما يحزن وطني، لكني أكره السياسة رغم أنها تأكل معنا في الإناء نفسه، وتنام في الفراش نفسه، في أحيان كثيرة أشعر بأني بلا وطن على الإطلاق.

لأننا، لو بدأنا معركة بين الماضي والحاضر فسوف نجد أننا خسرنا المستقبل ..لماذا؟ لأن عالم السياسة دائما ما يكون متخلفا عشرات السنوات عن عالم الفكر.. وهذا يذكرنا عندما سئل تشرشل مرة عن رأيه بالشعوب فقال جملته التاريخية: (إذا مات الإنجليز تموت السياسة وإذا مات الروس يموت السلام وإذا مات الأمريكان يموت الغنى وإذا مات الطليان يموت الإيمان وإذا مات الفرنسيون يموت الذوق وإذا مات الألمان تموت القوة وإذا مات العرب تموت الخيانة) ..كل هذا يعني لنا أن السياسي هو المتلاعب بحياة الشعوب، فإذا كان التدجيل في الطّبابة والكهانة يقتل الأفراد ويقضي بالضلالة على المجموع، فتدجيل السياسة صواعق تنقضّ على الأمم فتهدمها من أساسها. يبقى السؤال: هل وصلنا لمرحلة لا مبالاة سياسية، أم أن السياسة العربية أصلاً لا مبالية؟.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى